top of page

التعلم العاطفي الاجتماعي

يونيو 25

٥ min read

1

5

0



على مدى سنوات طويلة تبنّت المدرسة التقليدية فكرة فصل التعليم عن العاطفة إيماناً بأنها الطريقة الأنسب لتحقيق أفضل النتائج التعليمية, ولكن في يومنا هذا، أصبح هذه النهج من الماضي والمعلمون اليوم يدركون أكثر من أي وقت مضى مدى تأثير البيئة التعليمية على الطالب من عدة نواحٍ منها النفسية والأكاديمية والاجتماعية.

ويتفق المعلمون على مستوى العالم على أن المهارات الاجتماعية والعاطفية تلعب دوراً حاسماً في تقدّم الطالب وتماسك المجموعة الطلابية، كما أنها تعزز المساواة في التعليم. وكلّ هذا يندرج تحت مفهوم التعلم العاطفي الاجتماعي (SEL).

مفهوم التعلم العاطفي الاجتماعي:

التعلم العاطفي الاجتماعي هو مفهوم يشير إلى القدرة على فهم وإدراك المشاعر الخاصة بالآخرين والتفاعل معها بشكل إيجابي، يعتبر التعلم العاطفي الاجتماعي مهارة هامة يجب تعلمها وتطويرها لبناء علاقات صحية وناجحة مع الآخرين.

فوائد التعلم العاطفي الاجتماعي:

1.   تعزيز التواصل الفعال.

2.   تقوية العلاقات الاجتماعية.

3.   تعزيز القدرة على التعاطف والتعاون.

4.   تحسين القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصحيحة.

5.   تحسين التحصيل الدراسي: يُساعد SEL الطلاب على التركيز والانتباه، والتحكم في سلوكهم، وتنظيم وقتهم، مما يُؤدي إلى تحسين أدائهم الأكاديمي.

6.   تعزيز الصحة العقلية: يُساعد SEL على تقليل التوتر والقلق والاكتئاب، وتعزيز احترام الذات والثقة بالنفس.

7.   بناء علاقات صحية: يُساعد SEL على بناء علاقات قوية مع العائلة والأصدقاء والزملاء، وتحسين التواصل والتعاطف.

8.   زيادة فرص النجاح المهني: يُساعد SEL على تطوير مهارات ضرورية للنجاح في العمل، مثل حل المشكلات، والعمل الجماعي، والتواصل الفعال.

نصائح لتعزيز التعلم العاطفي الاجتماعي:

-        تعلم كيفية التعبير عن مشاعرك بوضوح واحترام.

-        كن حساسًا لمشاعر الآخرين وتعامل معهم بلطف واحترام.

-        تعلم كيفية التعاطف مع الآخرين ودعمهم في الأوقات الصعبة.

-        تطوير مهارات الاتصال والاستماع الفعال.


مكونات التعلم العاطفي الاجتماعي:

1.  الوعي الذاتي: القدرة على التعرف على مشاعرنا وفهمها، ونقاط قوتنا وضعفنا، وقيمنا.

2.  إدارة الذات: القدرة على التحكم في مشاعرنا وسلوكياتنا، والتكيف مع المواقف الصعبة، واتخاذ قرارات مسؤولة.

3.  الوعي الاجتماعي: القدرة على فهم مشاعر الآخرين واحتياجاتهم، وإدراك المعايير الاجتماعية والثقافية.

4.  مهارات العلاقات: القدرة على بناء علاقات صحية، والتواصل بفعالية، وحل النزاعات بشكل سلمي.

5.  اتخاذ القرارات المسؤولة: القدرة على تقييم الخيارات المختلفة، واختيار أفضل مسار للعمل، وتحمل مسؤولية عواقب أفعالنا.


كيف يمكن تعزيز التعلم الاجتماعي العاطفي؟

1.   في المنزل: يمكن للآباء والأمهات تعليم أطفالهم مهارات التعلم الاجتماعي العاطفي من خلال:

-        التحدث عن المشاعر: شجع أطفالك على التعبير عن مشاعرهم، واستمع إليهم باهتمام، وساعدهم على فهم مشاعرهم.

-        التحكم في المشاعر: علم أطفالك كيفية التحكم في مشاعرهم، مثل استخدام تقنيات الاسترخاء أو العد إلى عشرة.

-        بناء العلاقات: شجع أطفالك على التفاعل مع الآخرين، وتكوين صداقات، وحل النزاعات بشكل سلمي.

-        اتخاذ القرارات: أعط أطفالك فرصة اتخاذ القرارات في حياتهم اليومية، وساعدهم على تقييم الخيارات المختلفة واختيار أفضل مسار للعمل.

-        تحقيق الأهداف: ساعد أطفالك على تحديد أهدافهم، ووضع خطط لتحقيقها، والمثابرة على الرغم من التحديات.

2.   في المدرسة: يمكن للمعلمين تعزيز التعلم الاجتماعي العاطفي من خلال:

-        دمج مهارات التعلم الاجتماعي العاطفي في المناهج الدراسية: يمكن تعليم مهارات التعلم الاجتماعي العاطفي من خلال المواد الدراسية المختلفة، مثل اللغة العربية والرياضيات والعلوم وكافة المواد الدراسية.

-        خلق بيئة مدرسية إيجابية: يجب أن تكون المدرسة مكانًا يشعر فيه الطلاب بالأمان والاحترام والتقدير.

-        تدريب المعلمين: يجب أن يكون المعلمون مدربين على تعليم مهارات التعلم الاجتماعي العاطفي.

3.   في المجتمع: يمكن للمجتمعات تعزيز التعلم الاجتماعي العاطفي من خلال:

-        برامج بعد المدرسة: يمكن أن تقدم برامج بعد المدرسة أنشطة تعليمية اجتماعية وعاطفية للأطفال.

-        مراكز الشباب: يمكن أن توفر مراكز الشباب مكانًا آمنًا للأطفال للتفاعل مع الآخرين وتعلم مهارات جديدة.

-        حملات التوعية: يمكن أن تساعد حملات التوعية على زيادة الوعي بأهمية التعلم الاجتماعي العاطفي.


طرق بسيطة لاستخدام التعلم العاطفي والاجتماعي في فصلك الدراسي

لا يتطلب استخدام التعلّم العاطفي والاجتماعي في الفصل الدراسي تغييرات هائلة في أساليب التدريس الحالية، ولا استثماراً إضافياً للوقت أو حتى في الوصول إلى مكتبة من الموارد المتخصصة

فيما يلي خمس طرق بسيطة والتي لا تحتاج إلى التغيير الجذري في نهجكم التدريسي:

الطريقة الأولى: الاجتماعات الصباحية القصيرة:

بدء اليوم بروتين ثابت من الاجتماعات الصباحية القصيرة يعطي فرصة رائعة للتواصل مع جميع الأطفال في الفصل، ويمهّد لباقي اليوم من خلال المساعدة في تطبيق مهارات التعلّم الاجتماعية والعاطفية منذ الصباح الباكر، وتوفر مثل هذه الاجتماعات فرصة لمعالجة المسائل التي قد لا يتم تناولها ضمن المناهج الأكاديمية

بصفتك مدرساً، يمكنك تضمين أنشطة بسيطة جداً في مثل هذه الاجتماعات مثل تشجيع الأطفال على تحية بعضهم البعض، أو إجراء مناقشات إيجابية، أو بناء العلاقات، أو مشاركة المشاعر الإيجابية مع زملائهم، مثل هذه الأنشطة البسيطة تحوّل الفصل الدراسي إلى ملاذ للتحدّث والانسجام مع الطلاب

الطريقة الثانية: أنشطة تشاركية وجماعية:

تقدّم الأنشطة الجماعية طريقة ممتعة وفعّالة لبناء القدرات الاجتماعية والعاطفية لدى الشباب، هذه الأنشطة تجعل الأطفال يتفاعلون مع بعضهم البعض ويشاركون في حلّ جماعي للمشكلات، ما يحسّن من مهاراتهم في الاتصال والتعاطف والمشاركة.

لا تحتاج إلى التخطيط لأنشطة جماعية مدروسة طوال الوقت، يمكنك ببساطة إيقاف الحصص مؤقتاً، ووضع الطلاب في مجموعات ثنائية والطلب منهم مناقشة الدرس مع شركائهم. إذا قمت بتعيين بعض المهام الجماعية، فيجب أن تحرص على شرح التعليمات والمطلوب بطريقة واضحة لضمان أفضل النتائج.

الطريقة الثالثة: كتابة المذكرات اليومية:

تُعدّ الكتابة من أفضل الطرق وأكثرها راحة ليشعر أي شخص بالأمان أثناء مشاركة الآراء والمشاعر وردود الفعل بما في ذلك الأطفال الانطوائيون بطبيعتهم، التواصل من خلال الكتابة يُتيح وسيلة للتعبير بحريّة عن الأفكار والآمال والتحدّيات مع مساعدة الطالب على فهم الأمور

من خلال تشجيع الأطفال على كتابة مذكرات شخصية، يمكنك منحهم فرصة للتفكير فيما تعلّموه وتشكيل أفكارهم الخاصة حول أي موضوع.

لتشجيع الطلاب على كتابة مذكراتهم اطلب منهم تدوين أفكارهم بعد مناقشة حول موضوع اجتماعي أو عاطفي، أو اطلب منهم مشاركة تعليقاتهم بالتناوب عن قصة قد يكونوا قد قرأوها أو سمعوها، كما يمكنك أن تطلب منهم الاحتفاظ بمذكرات للتعبير عن الامتنان وتشجيعهم على الكتابة كل يوم كشكل من أشكال التعبير عن الذات.

الطريقة الرابعة: التحدّيات الإبداعية:

من الطرق الرائعة أيضاً لتطوير مهارة التعلّم العاطفي والاجتماعي لدى الأطفال هي التحدّيات الإبداعية. على سبيل المثال، يمكنك اختيار هواية أو صفة كل أسبوع أو شهر وتشجيع الطلاب على ابتكار طرق لتطويرها والتعبير عنها.

مثال على ذلك، اللطف. يمكنك تشجيع الفصل على القيام بأعمال لطيفة عشوائية ثم مشاركة ما فعلوه مع بقية الفصل، كما يمكنك تنظيم هذا كتحدٍ حيث يتم تقسيم الفصل إلى مجموعات صغيرة ويتوقع من كل مجموعة طرح الأفكار أو لعب الأدوار لعرض مهاراتهم. 

الطريقة الخامسة: تشجيع القراءة:

إن لكتب الأطفال قوة سحرية في إثارة الخيال في عقولهم، مع تطوير مهارات التفكير ومعرفة أساليب القراءة والكتابة الأساسية. كما تساعد القصص في تعزيز التواصل واختيار الاستراتيجيات الاجتماعية والعاطفية من الشخصيات الخيالية فيها.

لذلك، إن غرس حبّ القراءة هو أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها من أجل التنمية الشاملة للطفل، يمكنك منح الطلاب إمكانية الوصول إلى مكتبات بها كتب مخصصة لأعمارهم، أو اختر لهم بعض الكتب لقراءتها أو شجّعهم على استخدام تطبيقات القراءة، بعد قراءتهم للكت التي اخترتها، اسألهم عن محتوى القصص لاستنباط محادثة هادفة وضمان النتائج المثلى.

إن الدعم الذي تقدّمه كمعلم سيساعد في تشكيل طريق النجاح لطلابك عبر إدراج التعلّم العاطفي والاجتماعي ضمن برنامج التدريس الخاص بك، يمكنك إلهام عقول وقلوب الأجيال القادمة وإحداث تأثير إيجابي دائم.

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.
bottom of page