top of page

التقويم البديل استراتيجياته وأدواته

خليل دراج

١٦ أيلول ٢٠٢٤

يعد التقويم ركنًا أساسيا من أركان العملية  التعليمية وجزءًا لا يتجزأ منها، فهو الوسيلة التي يمكن من خلالها معرفة ما تم تحقيقه من أهداف، وإلى أي مدى تتفق النتائج مع الجهد المبذول من جانب الأفراد على اختلاف مستوياتهم ومع الإمكانيات المستخدمة. ومن خلال  التقويم يمكن تحديد الجوانب الإيجابية والسلبية في العملية التعليمية وتشخيص جوانب الضعف والقصور فيها من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة.

ومن المصطلحات التي تتردد في هذا المجال أربعة مصطلحات هي  التقويم والاختبار والقياس والتقييم، و يعد مصطلح التقويم أوسع وأشمل من المصطلحات الأخرى.

  • الاختبار هو أضيق المصطلحات الأربعة، ويعرفه كرونباخ بأنه: أي إجراء منظم لملاحظة شخص ما ووصفه بوسائل ذات مقياس عددي أو نظام طبقي.

  • القياس هو أوسع من الاختبار، ويعني: إعطاء قيمة رقمية تشير إلى مقدار ما يمتلكه الفرد من الخاصية المقاسة وفق مقاييس مدرجة.

  • التقييم يقتصر على إصدار الحكم على قيمة الأشياء، وهو يعني إصدار الحكم على الأشياء استنادا إلى معيار معين.

           التقويم هو أوسع هذه المصطلحات وأشملها، ويعرف بأنه العملية التشخيصية الوقائية العلاجية التي تستهدف مواطن القوى والضعف في التدريس بقصد تحسين عملية  التعليم والتعلم و تطويرها بما يحقق أهداف المادة الدراسية.

و هو عملية منهجية تقوم على أسس علمية، تستهدف إصدار الحكم بدقة وموضوعية على مدخلات وعمليات ومخرجات أي نظام تربوي، ومن ثم تحديد جوانب القوة والقصور في كل منها تمهيدا لاتخاذ قرارات مناسبة لإصلاح ما قد يتم الكشف عنه من نقاط الضعف والقصور.

الفرق بين التقويم والتقييم

من المصطلحات التي كثر الخلاف حولها مصطلحا التقويم والتقييم، فالبعض يستخدمهما على أنهما مترادفان، ولكن حسب أحد المحللين التربويين: “لدينا كلمتان تفيدان قيمة الشيء هما (  التقويم والتقييم ) و الأولى صحيحة لغويا وأعم ويراد بها معان عدة فهي تعني بيان قيمة الشيء وتعني كذلك تعديل أو تصحيح ما اعوج. فإذا كان يراد بها بيان قيمة تحصيل الطالب أو مدى تحقيقه للأهداف التربوية فهو تقييم. وإذا أريد به تصحيح تعلم الطالب أي مدى تخليص تعلمه من نقاط الضعف في تحصيله فهو تقويم”.

فالكلمتان بينهما تلازم إجرائي وليستا مترادفتين، والتقويم خطوة تهتم في الدرجة الأولى بالتعديل والتصحيح والتصويب فهو بذلك خطوة تسبق التقييم والذي يعني إعطاء قيمة وإصدار حكم على سمة أو مهارة معينة يتم قياسها لدى المتعلم بإحدى أدوات  التقويم.

الأسباب والمبررات الداعية للقيام بعملية التقويم

هناك عدة أسباب للقيام  بالتقويم تتمثل فيما يأتي:

  • تقدير الحاجات التربوية وعملية صناعة  القرار التربوي.

  • تأثير التكنولوجيا على عملية  التعليم والتعلم.

  • توفير أشخاص ووسائل لمواجهة تحديات البحث والتقويم وإحلال الإجراءات الفعالة محل غير الفعالة.

  • استمرار التوصل إلي نتائج غير دقيقة في الدراسات والأبحاث التربوية غالبًا ما تثير تساؤلات خطيرة حول مدي صلاحية العديد من البرامج التعليمية الحالية مع وجود اختلافات عديدة في وجهات النظر حولها.

الهدف الأسمى للتقويم:

يتمثل الهدف الأسمى لعملية التقويم في تحسين العملية التعليمية كما أكد ذلك د/ أبو علام : “تحسين التعلم هو الهدف الأسمى لعملية التقويم، حيث نقوم أداء الطلاب بهدف التعرف على نواحي القوة والضعف في أدائهم تمهيدا لعلاج جوانب الضعف وتأكيداً على جوانب القوة ودعمها وليس الغرض من  التقويم بأي حال من الأحوال تحديد مستوى الطلاب” .

تطور التقويم التربوي وصولا للتقويم البديل:

وقد شهدت الستينات نقلة كبيرة بالنسبة للتقويم التربوي في المحتوى والأسلوب خاصة في الولايات المتحدة، من خلال فترة إعادة النظر في المناهج بعد أن فوجئ المربون الأمريكيون بالتفوق العلمي في إطلاق القمر الصناعي  “سبوتنيك” في الاتحاد السوفيتي سابقا.  وقد ظهر العديد من التربويين الذين ركزوا اهتماماتهم في مجالات التقويم ( ستفليم وستيك وكلاسي وكرونباخ وسيكرفن ) وكان لهم الفضل الكبير في تحقيق تطور كبير في ميدان التقويم. أصبح التقويم الآن محورًا رئيسيًا في العملية التربوية وقد تطورت وظائفه وأنواعه كثيرا. ويمثل استخدام النماذج التقويمية اتجاهات حديثة متميزة في فترة السبعينات كما يظهر من كتابات ستفليم وكرونباخ وسيكرفن وغيرهم. ومنذ نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات من القرن الماضي، أخذت مفاهيم جديدة في الظهور مثل  تقويم الأداء  والتقويم البديل.

دعت التوجهات الحديثة في هذا المجال إلى نوع من  التقويم يعرف  بالتقويم البديل، ذلك التقويم الذي يعتمد على الافتراض القائل بأن المعرفة يتم تكوينها وبناؤها بواسطة المتعلم، حيث تختلف تلك المعرفة من سياق لآخر. وتقوم فكرة هذا النوع من التقويم على إمكانية تكوين صورة متكاملة عن المتعلم في ضوء مجموعة من البدائل بعضها أو جميعها.

فما تتبناه حركة التقويم البديل هو الاعتقاد بأن تعلم الطالب وتقدمه الدراسي يمكن تقييمهما بواسطة أعمال ومهام تتطلب انشغالا نشطًا مثل البحث والتحري في المشكلات المعقدة والقيام بالتجارب الميدانية والأداء المرتفع و هذه الطريقة لتقويم أداء الطالب تعكس تحولها من النظرة  الإرسالية للتعلم إلي النظرة البنائية له.

لماذا التقويم الواقعي ؟

لم يعد التقويم مقصوراً على قياس التحصيل الدراسي للطالب في المواد والمباحث المختلفة بل تعداه لقياس مقومات شخصية الطالب بشتى جوانبها وبذلك اتسعت مجالاته وتنوعت طرائقه وأساليبه.أوصى الخبراء والمختصون التربويون في كل ورشات العمل والمؤتمرات المنعقدة حول أساليب التقويم المستخدمة في ضوء الاتجاهات الحديثة بضرورة الاهتمام بالتقويم الواقعي، مؤكدين على أهمية هذا التقويم. ولم يغفلوا عن ذكر التحديات التي ستواجه هذا النوع من التقويم بشتى نواحيه، ولكنهم أكدوا جميعاً على توظيف استراتيجيات التقويم الواقعي بشكلٍ جيد وصولاً لتعليم نوعي بحيث يكون المتعلم فيه محور العملية  التعليمية.

فما هي فكرة التقويم البديل؟

تقوم فكرة التقويم البديل على فكرة أن تعلم الطالب وتقدمه الدراسي يمكن تقييمه بواسطة أعمال ومهام تتطلب انشغالاً نشطاً مثل البحث والتحري في المشكلات المعقدة والقيام بالتجارب الميدانية والأداء المرتفع. هذه الطريقة لتقويم أداء الطلاب تعكس تحولاً من النظرة الإرسالية للتعلم إلى النظرة البنائية التي تجعل الطالب له معنى وحقيقة.

تعريف التقويم البديل:

هو التقويم الذي يقوم على الافتراض القائل بأن المعرفة يتم تكوينها وبناؤها بواسطة المتعلم حيث تختلف هذه المعرفة من سياق لآخر.

يمكن تعريفه أيضا بأنه اتجاه في  التقويم التربوي يقوم على وضع الطالب في مواقف حقيقية أو تحاكي الواقع  ورصد استجاباته فيها.

ويقيس التقويم البديل أداء الطالب فى مواقف حقيقية قريبة بقدر الإمكان من الواقع، حيث يقوم الطالب بأداء مهام، وتكليفات مشابهة للمهام الحياتية خارج المدرسة.  ويشير هنسون وإيلر  أن التقويم الحقيقي يهيئ الطلبة للحياة. فهو واقعي لأنه يتطلب من الطالب إنجاز مهمات لها معنى، ويحتاجها فى حياته الواقعية، كما يتضمن حل مشكلات حياتية.

مُسميات أخرى للتقويم الواقعي:

للتقويم الواقعي عدة مسميات رديفة أخرى مثل: ” التقويم الأصيل، التقويم المعتمد على الأداء، التقويم البنائي، التقويم الوثائقي، التقويم الكيفي”النوعي”، التقويم المبحثي، تقويم الكفاءة، التقويم المتوازن، والتقويم الحقيقي”.

أهداف التقويم الواقعي :
  • تنمية ممارسات التقويم الذاتي للطالب الأمر الذي يعني وعيه بما يقوم به.

  • تنمية قدرة الطالب على الاستجابة لمهام التعلم والمشكلات الواقعية الحياتية.

  • قياس جوانب متعددة من شخصية الطالب، وعدم الاقتصار على بعدٍ واحد كما في الاختبارات التحصيلية.

  • التقويم المباشر لأداء وإنجاز الطالب من خلال ممارسة المشروعات الفردية والجماعية.

  • قياس وتقويم الكفايات الأساسية للتعلم.

  • تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى الطالب.

  • اعتماد معايير ومؤشرات واضحة لتقويم أداء ونتاج الطلبة.

  • استخدام بدائل متعددة لتقييم أعمال الطلبة.

  • تقييم المشاريع والأعمال الجماعية بشكلٍ مباشر.

  • تشجيع التعاون بين الطلبة من جهة وبين المعلم والطلبة من جهة أخرى.

  • المزج بين التقويم والتوجيه، فالتقويم يجب ألا يعكس معلومات دقيقة عن أداء الطلبة فقط، بل يجب أن يكون محفزاً لهم، ومسهماً في تحسين عملية التعلم.


مبادئ التقويم الواقعي :
  • يتطلب التقويم الواقعي أن يكون مرافقاً وملازماً لعمليتي  التعليم والتعلم بقصد تحقيق كل متعلم لمحكات الأداء المطلوبة فهو ” تشخيصي، بنائي، ختامي “.

  • يهتم بالفروق الفردية سواء في قدرات الطلبة أو في أنماط تعلمهم.

  • مهامه واقعية تتطلب الدراسة وممارسة الاستقصاء في تحليلها والتوصل لحلول لها.

  • يهتم بإنجازات الطالب وليس بما يحفظه أو يتذكره.

  • يستند التقويم الواقعي على الافتراض الذي مفاده بأن المعرفة يتم تكوينها وبناؤها بواسطة الطالب.

  • التركيز على الأنشطة ذات الصيغ التعاونية كالعمل في مجموعات.


مقارنة بين التقويم الواقعي والتقويم التقليدي:

يمكن القول بأن هناك فروقاً واضحة بين التقويم التقليدي والتقويم الواقعي والجدول التالي يوضح ذلك:

مزايا التقويم الواقعي :
  • يعمل على تحويل التقويم التقليدي المتمركز حول المعلم إلى تقويم يرتكز حول الطالب.

  • يتمكن المُعلمون من ملاحظة أداء طلبتهم الفعلي والحقيقي.

  • يتصف التقويم الواقعي بالمرونة.

  • يُحسن من إدراك الطلبة ومسؤوليتهم نحو المعرفة القبلية.

  • يتصف بالشمولية، فهو قادر على قياس الأعمال المركبة والمبدعة للطالب.

  • قادر على رؤية وملاحظة تفاصيل كثيرة وعميقة في أداء الطالب.

  • يَعكس حقيقة معرفة الطلاب الفعلية حول الموضوع.

استراتيجيات التقويم الواقعي :
1- استراتيجية التقويم المعتمد على الأداء

تتيح هذه الاستراتيجية للطلبة توظيف المهارات التي تعّلموها في مواقف حياتية جديدة تحاكي الواقع، مع إظهار مدى إتقانهم لما تعلموه في ضوء النتاجات  التعليمية المراد إنجازها. ويندرج تحت  هذه الاستراتيجية عدد من الفعاليات التي يمكن أن تعد مثالا ملائما لتطبيقها،  كالتقديم والمحاكاة والعرض التوضيحي والمناظرة.إن هذه الاستراتيجية بما تقدمه من  تقويم متكامل  ومباشر تتيح للطالب أيضا أن لعب دور إيجابي في تقييم المهارات المعرفية والأدائية والوجدانية التي يمتلكها، ومشاركة المعلم بوضع معايير تقويم الأداء ومستوياته، فضلا عن إعطاء كل من المعلم والمتعلم فرصة تعديل إجراءات ومهام  التقويم بناء على التغذية الراجعة التي يحصلونها، وصولا بهم إلى أعلى مستويات الجودة، مع احتفاظ المتعلم بحق الدفاع عن رأيه وأدائه بالحجج والبراهين المنطقية.

2- استراتيجية التقويم بالقلم والورقة  

تعد الاختبارات بأنواعها عماد هذه الاستراتيجية وركيزتها بما تقدمه من أدوات معدة بإحكام، تمكن المعلم من قياس قدرات الطلبة ومهاراتهم في مجالات محددة، تظهر مستوى امتلاكهم للمهارات العقلية والأدائية المتضمنة في النتاجات  التعليمية لمحتوى دراسي تعّلموه. وتكمن أهمية هذه الاستراتيجية  فيما تقدمه للمعلم من معرفة بمواطن القوة و الضعف في أداء الطلبة، وقياس مستوى تحصيلهم ومدى تقدمهم فيه، مما يزود المعلم وولي الأمر بالتغذية الراجعة حول أدائهم.

3- استراتيجية الملاحظة

تعد استراتيجية  التقويم المعتمد على الملاحظة من أنواع التقويم النوعي الذي يدون فيه سلوك الطلبة بهدف التعرف على اهتماماتهم وميولهم واتجاهاتهم وتفاعلهم مع بعضهم البعض، بقصد الحصول على معلومات تفيد في الحكم على أدائهم وفي  تقويم مهاراتهم وأخلاقياتهم وطريقة التفكير التي ينتهجونها، ويمكن تقسيم الملاحظة إلى نوعين أساسيين هما:

  • الملاحظة التلقائية:  تتمثل في مشاهدة سلوك المتعلم وأفعاله في المواقف الحياتية الحقيقية.

  • الملاحظة المنظمة:  تتمثل في مشاهدة سلوك المتعلم بشكل مخطط له مسبقا، آخذين بعين الاعتبار تحديد ظروف الملاحظة (الزمان، المكان، المعايير الخاصة بكل ملاحظة).

إن وعي المعلمين بهذه الاستراتيجية يساعدهم في الحصول على كم من المعلومات النوعية، تمدهم بدرجة عالية من الثقة عند اتخاذ القرار، والشمولية في تقويم النتاجات  التعليمية، فضلا عن ما تتمتع به هذه الاستراتيجية من مرونة عالية، تمكن المعلمين من تكييفها وتصميمها بما يتناسب مع النتاجات التعليمية المختلفة.

4 - استراتيجية  التقويم بالتواصل

تقوم هذه الاستراتيجية على جمع المعلومات عبر إرسال واستقبال الأفكار، بشكل يمكن المعلم من معرفة التقدم الذي حققه المتعلم، فضلا عن التعرف على طريقة تفكيره وأسلوبه في حل المشكلات.إن وعي المعلمين بما تتضمنه هذه الاستراتيجية من فعاليات المقابلة  والأسئلة والأجوبة وأدوات  تقويم ترتبط بها، يمكن أن تفيد المعلمين في التخطيط الأمثل للدرس، وتحديد النتاجات التعليمية للطلبة، وفقا لمستوياتهم وقدراتهم، كما قد تمكن الطلبة من الحصول على التغذية الراجعة والتشجيع اللذين يساهمان في تشخيص حاجاتهم بما يعزز من قدرتهم على مراجعة الذات وانعكاس ذلك إيجابا على أدائهم وإمكانياتهم.

5 - استراتيجية مراجعة الذات

تقوم هذه الاستراتيجية على تحويل التعلم السابق إلى تعلم جديد، وذلك بتقييم ما تعلمه الطالب من خلال تأمله الخبرة السابقة، وتحديد نقاط القوة والنقاط التي بحاجة إلى تحسين، وتحديد ما سيتم تعلمه لاحقا. وتُعد هذه الاستراتيجية مكونا أساسيا للتعلم الذاتي، بما تقدمه للمتعلم من فرصة حقيقية لتطوير مهاراته ما وراء المعرفية، ومهارات التفكير الناقد، ومهارات التفكير العليا، و حل المشكلات مما يمكن المتعلم من تشخيص نقاط القوة في أدائه، وتحديد حاجاته وتقييم اتجاهاته.

إن تمكن المعلم ووعيه بهذه الاستراتيجية يتيح له القدرة على توظيفها في عملية  تقويم تعلم الطلبة وذلك بإشراكهم في عملية  التقويم، وتعزيز قدراتهم وإمكانياتهم على تحمل مسؤولية تعّلمهم.

أدوات التقويم الواقعي :
1- قوائم الرصد/الشطب

تشمل قوائم الرصد أو الشطب قائمة الأفعال أو السلوكات التي يرصدها المعلم أو المتعلم لدى قيامه بتنفيذ مهمة أو مهارة تعليمية واحدة أو أكثر، وذلك برصد الاستجابات على فقراتها باختيار أحد التقديرين من الأزواج التالية: صح أو خطأ، نعم أو لا، موافق أو غير موافق. وتعد من الأدوات المناسبة لقياس مدى تحقق النتاجات  التعليمية.

2 - سلالم التقدير

تقوم سلالم التقدير على تجزئة المهمة أو المهارة التعليمية المراد تقويمها إلى مجموعة من المهام أو المهارات الجزئية المكونة للمهارة المطلوبة، بشكل يظهر مدى امتلاك الطلبة لها، وفق تدريج من أربعة أو خمسة مستويات، يمثل أحد طرفيه انعدام أو ندرة وجود المهارة، في حين يمثل الطرف الآخر تمام وجودها.

3 - سلالم التقدير اللفظي

تتيح هذه الأداة للمعلم إدراج مستويات المهارة المراد تقويمها لفظيا إلى عدد من المستويات بشكل أكثر تفصيلا من سلالم التقدير، حيث يتم تحديد وصف دقيق لمستوى أداء الطلبة، مما يمكن المعلم من تزويد الطلبة بالتغذية الراجعة التي يحتاجونها.

4 - سجل وصف سير التعلم

إن تعبير الطالب كتابيا حول أشياء قرأها أو شاهدها أو تعلمها، تتيح للمعلم فرصة الاطلاع على آراء الطلبة واستجابتهم من خلال سجل وصفهم لسير تعلمهم وكيفية ربط ما تعلموه مع خبراتهم السابقة. و يعتمد نجاح تطبيق هذه الأداة على وجود معلم قادر على خلق بيئة آمنة تشجع الطلبة على التعبير بحرية عما يشعرون به، دون خوف أو رهبة من التأثير السلبي لما يكتبون على درجة تحصيلهم.

5 - السجل القصصي

يقدم السجل القصصي-  بوصفه أداة من أدوات  التقويم البديل  – صورة واضحة عن جوانب النمو الشامل للمتعلم، من خلال تدوين وصف مستمر لما تم ملاحظته على أدائه، مما يقدم للمعلم مؤشرا صادقا يمكنه من التعرف على شخصية المتعلم ومهاراته واهتماماته، وتوظيفه لأغراض تنبؤية، أو إرشادية، أو توجيهية، أو علاجية.  


معوقات التقويم الواقعي :

قد يصطدم المعلمون عند تنفيذ أدوات التقويم الواقعي ببعض المُعيقات منها:

  • عدد الطلبة داخل غرفة الصف.

  • الزمن في تنفيذ أنشطة التقييم.

  • عدم مراعاة الفروق الفردية بشكل كاف.

  • الجهد الكبير الذي تستلزمه عند تحضيرها وتجهيزها.

  • التكلفة المادية في بعض الأحيان.

هل التقويم الواقعي ضرورة أم حاجة؟

اختلفت النظرة للتقويم الواقعي وانقسمت الآراء حوله إلى فريقين، الأول يرى أنه ضرورة ملحة خاصةً للطلبة في المرحلة الأساسية الدنيا من الصف الأول حتى الصف الرابع كمرحلة أولى من التجريب. والفريق الثاني يعتقد أنها حاجة تربوية تسعى لإدراج هذا النوع من التقويم في خطط تطوير وتحسين  التعليم، وتطوير برامج تدريب المعلمين والمشرفين على أساليب التقويم المستخدمة في ضوء الاتجاهات الحديثة. وعليه يبقى السجال مفتوحاً على مصراعيه بين الفريق الأول والثاني في انتظار التقييم والتغذية الراجعة من الميدان الحقيقي، قد يتبعه إصدار حُكم قد يُرجح رأي الفريق الأول على الفريق الثاني أو العكس.

ختاماً يبقى الأمل يحذونا في تعزيز العمق المعرفي المتعلق باستراتيجيات التقويم الواقعي وأدواته وآليات موحدة لتطبيقها لدى المسؤولين عن نظام  التعليم، الأكاديميين والمختصين التربويون، المشرفين التربويين، المدراء، والمعلمين والمعلمات القلب النابض للعملية التعليمية/التعلمية).

المصد: تعلم جديد

bottom of page