خليل دراج
٢٨ أيلول ٢٠٢٤
إن التجوية والتعرية من العمليات الجيولوجية التي تتسبب بتغيّر تضاريس الأرض بشكلٍ كبير، كما أن لهذه العمليات بعضًا من الآثار السلبية على كلٍّ من الإنسان والحياة الحيوانية والنباتية. يُبيّن هذا المقال الفرق بين التعرية والتجوية، بالإضافة إلى ذكر بعضٍ من أنواعهما وطريقة الوقاية من آثارهما السلبية.
الفرق بين التجوية والتعرية؟
إن هُناك فرقًا كبيرًا بين التجوية والتعرية؛ إذ إن التجوية تعني تحلّل الصخور أو تفتتها لأيّ سببٍ من الأسباب طبيعيًا كان أو بشريًا. أمّا التعرية؛ فهي انتقال أجزاء الصخور التي تعرّضت إلى التحلّل أو التفتت بفعل الجليد أو الرياح أو المياه، هذا يعني أن التعرية تأتي بعد التجوية، ثم تستقر أجزاء الصخور في مكانٍ آخرٍ بعد التعرية، وتُعرف هذه العملية باسم الترسيب.
مفهوم التعرية:
هي عملية تفتت الصخور السطحية للقشرة الارضية ونقلها إلى أماكن جديدة حيث يتم ترسيبها.
انواع التعرية:
التعرية المائية:
تتمثل في نحت المياه للصخور ونقلها وارسابها مما يؤدي إلى تكون سهول ساحلية وفيضية .
التعرية الريحية:
تتمثل في حت الرياح للصخور ونقلها وارسابها مما يؤدي إلى تكون أشكال متعددة كالكثبان الرملية وموائد الصحراوية.
التعرية الجليدية:
تتحرك الكتل الجليدية من المناطق المرتفعة إلى المناطق الأقل إرتفاعا، مما يتسبب في تعرية المناطق المرتفعة ونشر غطاء سميك من الرواسب الجليدية المختلفة على المناطق المنخفضة وتأخذ الاودية الناتجة عن الزحف الجليدي شكل حرف U.
التجوية :
هي عملية تفتت الصخور وتحللها بواسطة العوامل الجوية دون حدوث النقل.
انواع التجوية:
التجوية_الميكانيكية:
هي عملية تفتت الصخور دون تغير في تركيبها الكيميائي من خلال اختلاف درجات الحرارة في المناطق الحارة حيث يؤدي تمدد وانكماش المعادن المكونة للصخر الى تقشر السطح الخارجي للصخور وينتج عن تجمد الماء في المناطق الباردة حيث يتخلل ماء المطر في شقوق الصخر وعندما تنخفض درجة الحرارة يتجمد الماء فيزداد حجمه ويضغط على جانبي الشق فيتسع وتعمل جذور النباتات على توسيع الشقوق اثناء تغلغلها ونموها وتعمل الديدان وبعض الحيوانات على تفتت الصخور عندما تحفر لها انفاق.
التجوية_الكيميائية :
هي عملية تحلل الصخور وتغيير تركيبها الكيميائي ؛من خلال:
التأكسد : هي عملية اتحاد الاكسجين مع بعض العناصر مثل اتحاد اكسجين مع الحديد في الصخور لينتج اكسيد الحديد الذي يضيف اللون الاحمر للتربة كتربة اللاتريت وكذلك اتحاد اكسجين مع الالمنيوم في الصخور فيؤكسدها لينتج اكسيد الالمنيوم الذي يضيف اللون الابيض للترب كتربة البوكسيت.
الكربنة : هي عملية ذوبان ثاني اكسيد الكربون في الماء ليكون حمض الكربونيك الذي يؤثر على الصخور الجيرية ليتشكل فيه الحفر والكهوف الجوفية فتتسرب مياه الامطار المذيبة لثاني اكسيد الكربون خلال شقوق الصخور الجيرية الى باطن الارض فتذيبها.
التميؤ : هي عملية اتحاد الماء مع بعض المعادن لتكون معادن جديدة مثل اليمونيت ويزداد حجم المعادن الجديدة فيضغظ على ما حوله من صخور فيؤدي الى تشققها.
ما هي أضرار التجوية والتعرية؟
يُمكن لعمليات التجوية والتعرية التسبّب بالعديد من الأضرار وترك عِدّة آثار سلبية في المنطقة التي تنتشر فيها هذه العمليات الجيولوجية، ومنها ما يأتي:
التأثير على جودة التربة: تقوم التعرية بإزالة الطبقة العلوية التي تقع على سطح التربة، وهي الطبقة الغنيّة بالمُغذّيات اللازمة لنمو النباتات بالإضافة إلى الكائنات الحيّة الأُخرى؛ بما في ذلك البشر، هذا يعني أنها تؤثر على جودة التربة بشكلٍ كبير.
الإصابات البشرية عند المُتسلّقين: تترك عمليات التجوية آثارًا مثل الشظايا في الصخور أحيانًا، وهو ما يؤدي إلى إصابة المتسلقين غير الماهرين في بعض الأحيان، ويُمكن أن يتسبب بإصابات خطيرة.
تلويث المياه: بعد عمليات التجوية تنتقل الأجزاء المُتفتتة حاملةً معها الملوّثات وغيرها من خلال وسائل التعرية المختلفة، وإذا انتهى المطاف بهذه الأجزاء إلى المُسطحات المائية؛ فإنها تؤدي إلى تلوث المياه والتقليل من جودتها.
سد مجاري المياه: في بعض الأحيان ينتج عن التجوية والتعرية تراكم الطين على المنحدرات، وإذا انهال الطين بسبب الزلازل أو غيرها من الظروف الطبيعية الأُخرى؛ مثل المطر الغزير؛ فربما يتسبب ذلك بانسداد مجاري المياه.
تدمير البُنية التحتية: ربما تتعرض البُنية التحتية في المدينة إلى التدمير أحيانًا إذا تسببت الظروف الطبيعية؛ مثل الأمطار الغزيرة أو غيرها، بانجراف أو انهيار الأجزاء التي استقرّت على المُنحدرات بفعل عمليتي التجوية والتعرية.
التأثير على النظام البيئي البحري: في بعض الأحيان تؤدي عمليات التعرية إلى استقرار الأجزاء المُتفتتة من الصخور والتربة فوق المسطحات المائية، حاجبةً للضوء الذي تحتاجه بعض النباتات المائية للنمو، ويؤدي ذلك إلى خلل في النظام البيئي البحري.
انتشار الطحالب: إذا وصلت نواتج عمليات التعرية إلى المياه حاملةً معها كمياتٍ كبيرةٍ من الأسمدة؛ فيُمكن أن يؤدي ذلك إلى نمو الطحالب بكثافة؛ ممّا يتسبب بالتقليل من نسبة الأكسجين في المياه وتغطية الضوء الذي تحتاجه النباتات الأُخرى للنمو.
كيفية الوقاية من التجوية والتعرية؟
لا بُد من اتخاذ العديد من الخطوات التي تهدف إلى التقليل من سرعة التجوية والتعرية، وتساعد في الحدّ من الأضرار والآثار السلبية لهذه العمليات، وفيما يأتي قائمة ببعض الإرشادات والتعليمات للوقاية من عمليتي التعرية والتجوية:
زرع النباتات المناسبة: ينبغي على المرء زراعة النباتات الراسخة في الأرض لمقاومة آثار عملية التجوية بشكلٍ كبير، كما يجب التأكّد من مُراعاة ظروف الرطوبة والشمس أو الظل في المنطقة عند اختيار النباتات المناسبة لزراعتها.
تغطية ممرّات التربة المكشوفة بالنِشارة: يمكن استخدام نشارة الخشب أو الحصى لتغطية الأماكن التي تتعرض إلى التعرية، وهي من الخطوات المناسبة في المناطق التي تشهد حركةً كثيفةً للسير على الأقدام.
الاعتماد على المصاطِب: تشبه المصطبة شكل الدرج إلى حدٍّ ما، ويمكن الاعتماد عليها للوقاية من التجوية والتعرية عند وجود منحدرات شديدة، وينبغي بناء المصطبة بشكلٍ يتقاطع مع مسار تدفق التربة.
تشكيل سد حاجز: يستطيع السد الحاجز إبطاء سُرعة الجريان السطحي للمياه، ويُمكنه المساعدة في التقليل من آثار التجوية، وينبغي بناء سلسلة من السدود وعدم الاكتفاء بواحدٍ منها لهذه الغاية.
مُراعاة هطول الأمطار: من الضروري مُراعاة هطول الأمطار عند الرغبة في الحصاد أو قطع الأشجار؛ فإنه ينبغي على المرء تأخير الحصاد بعض هطول الأمطار الغزيرة، كذلك يجب عليه تجنّب قطع الأشجار عند توقّع هطول المطر.