top of page

البحر الميت .... سياحة شتوية وعلاجية ومكان للتأمل والصفاء

khalil darraj

١٩ آذار ٢٠٢٣

بحر الملح
حمل البحر الميت الكثير من الأسماء التي تتصل بالتاريخ، منها: بحيرة لوط وبحر الملح، وجاء مصدر تسميته من خلوه من الكائنات الحية وكثرة ملوحته التي تبلغ 34% وتعادل تسعة أضعاف ملوحة البحار الأخرى.

اطلق على البحر الميت تاريخياً عدة أسماء قديمة في العهد القديم مثل "بحر الملح" و "بحر العربة" و "البحر الشرقي" و "عمق السديم"، وفي عهد سيدنا عيسى "عليه السلام" عُرف بـ "بحر الموت"، و "بحر سدوم" نسبة إلى منطقة سدوم المجاورة، كما دُعي "البحيرة المنتنة" لأن مياهه وشواطئه لها رائحة منتنة، كما دُعي "بحيرة زغر" نسبة إلى بلدة زُغر التي كانت تقع على شاطئه الجنوبي الشرقي، واُطلق عليه اسم "بحر الزفت" نسبةً إلى قطع الزفت التي كانت تطفو على سطحه في بعض الأحيان وخاصة عند حدوث الزلازل، وقد سُمي أيضاً "بحيرة لوط" نسبة إلى النبي لوط "عليه السلام" الذي سكن وقومه بالقرب منه قبل أن يحل بهم العذاب. أما الإغريق فكانوا أول من أطلق عليه اسم "البحر الميت" لعدم وجود حياة فيه.

البحر الميت هو بحيرة ملحية مغلقة تقع في أخدود وادي الأردن على خط الحدود الفاصل بين الأردن وفلسطين، يشتهر البحر الميت بأنه أخفض نقطة على سطح الكرة الأرضية، حيث بلغ منسوب شاطئه حوالي 400 متر تحت مستوى سطح البحر. ونظرا لانخفاض المنطقة عن سطح البحر نحو أربعمئة متر، فإن عمود الضغط يكون كبيرا ويغلف بطبقة من الأوزون التي تعمل على فلترة الأشعة فوق البنفسجية التي لها خصائص علاجية للجلد والتنفس، بحسب اختصاصية الأمراض الجلدية الدكتورة هدى القضاة التي تؤكد أن الشمس والأكسجين أو المناخ والهواء هما الأمران المهمان في علاج الجهاز التنفسي والقصبات والربو، وأن طبيعة الشمس وتركيبة الماء وتشبعه بالمعادن يعالج الأمراض الجلدية والصدفية والأزمة.

كما يتميز البحر الميت بشدة ملوحته، حيث يحتوي على حوالي 10 مرات من الملح أكثر من مياه البحر العادية، وذلك لأن البحر الميت عبارة عن بحيرة مغلقة تتدفق إليه المياه من أحد الروافد الرئيسية، وهو نهر الأردن، ولا تخرج المياه منه إلا من عن طريق التبخر، حيث تتميز المنطقة بالظروف الحارة والجافة مما يؤدي إلى تبخر كميات كبيرة من الماء، هذا يؤدي إلى زيادة تركيز الملح والمعادن الأخرى، إذ تشير التقديرات إلى وجود حوالي 37 مليار طن من الملح في البحر الميت بأكمله..

توجد بعض المعالم الأثرية والدينية الهامة في المنطقة مثل مسعدة، وخربة قمران، وكهف النبي لوط، في عام 1947 تم العثور على مخطوطات البحر الميت (تُعرف أيضا بمخطوطات كهوف قُمران) في 11 كهفًا في وادي قمران قرب خربة قمران على الشاطئ الشمالي الغربي للبحر الميت. والتي كانت في جرار فخارية مطلية بالنحاس، وقد أثارت المخطوطات اهتمام الباحثين والمختصين بدراسة نص العهد القديم لأنها تعود لما بين القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الأول منه.بالإضافة إلى التشكيلات الملحية الطبيعية، والمناخ السائد فيه، فكلها جعلت من البحر الميت نقطة جذب سياحية عالمية.

أُُ


bottom of page