khalil darraj
٣ آب ٢٠٢٤
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وخلق فيه صفات وسمات تميزه عن سائر المخلوقات الموجودة على سطح الأرض، ومع ذلك تظل قدرات الإنسان الجسدية والعقلية محدودة، وغير مؤهلة لأن تحقق له كل ما يطمح إليه من رغبات واحتياجات، ومن أجل ذلك كان لزاما عليه أن يتعاون مع الآخرين، وبتعاون الآخرون معه من أجل تحقيق الأهـداف المشتركة، وهذه الرغبة لتحقيق الأهداف والرغبـات من خلال التعاون والعمل الكفء ليست مقصورة فقط على الإنسان الفرد، لكنها أيضاً تمتد إلى المجموعات في أي مجتمع كان، وحين ينتظم عقد مجموعة من الأفراد من أجل تحقيق هدف معين فإنه يصبح من الضروري عندئذ أن تكون هناك إدارة تعمل على تهيئة الظروف، وتنظم الجهود من أجل الوصول إلى الأهداف المشتركة المطلوبة، وهذه الجهود تتمثل في قيام المعلم بدوره التربوي المهني في تنسيق الأنشطة الصفية وغير الصفية المختلفة لمجموعة الطلاب، من خلال ممارسة استراتيجية التعلم التعاوني داخل هذه المجموعات لجعل الطالب محور العملية التعليمية التعلمية
تنطلق فلسفة التعلم التعاوني من تراث فكري قديم، فالإنسان بطبيعته لا يمكن أن يعيش في عزلةٍ عن الآخرين، ووسيلته لتحقيق أهدافه هو التعاون؛ وذلك لاختزال الوقت والجهد، تعد استراتيجية التعلم التعاوني من أهم الإستراتيجيات التي نجحت في تحسين مخرجات تجاوزت زيادة التحصيل إلى الاهتمام بشخصية المتعلم، من زيادة الثقة بنفسه، واكتسابه مهارات الاتصال، بالاضافة إلى حل لمشاكل عزلة بعض الطلبة وانطوائهم، كما يعد التعلم التعاوني أسلوبا يعطي فرصة للتفاعل الايجابي بين الطلبة، فمن خلال النقاشات والتنافس بين المجموعات يكتشف المعلم مهارات وخبرات طلابه، وينطلق التعلم التعاوني على أساس نظرية الذكاءات المتعددة، التي وضعها (هاورد جاردنر عام 1983)، ومن مبادئ هذه النظرية أنّ تفاوت مستوى الذكاءات وتعدّدها من فرد إلى آخر تحقق في مجموعها تعلمًا متكاملًا وتسهم في تشكيل الذكاء، ينقل التعلم التعاوني الطلبة من التعلم الفردي إلى التعلم الجماعي، بحيث يستمعون إلى بعضهم البعض؛ ما يتيح الفرصة المناسبة للنقاش والتفسير الذي يدعم فهم الطالب، كما يعتمد التعلم التعاوني على نظرية (باندورا) للتعلم الاجتماعي، حيث يتأثر الفرد في تعلّمه ويؤثّر بالبيئة المحيطة به، بما في ذلك البيئة الاجتماعيّة، إذ تتعدد جوانب التفاعل المختلفة داخل مجموعات العمل التعاونيّة بشكل أفضل.
إنّ التعلم التعاوني يتجاوز ترتيب جلوس الطلبة؛ إلى تمتين منظومة من القيم التي تركز على العمل التعاوني المشترك، معتمدًا على العناصر الآتية :
1. الاعتماد المتبادل الإيجابي: ويُعدّ أهمّ عناصر نجاح التعلم التعاوني، حيث يجب أن يشعر
الطلاب بأنهم يحتاجون إلى بعضهم البعض، من أجل إكمال مَهمّة المجموعة، ويمكن
للمعلم تعزيز هذا الشعور من خلال:
– وضع أهداف مشتركة
– إعطاء مكافآت مشتركة .
– المشاركة في المعلومات والمواد (لكل مجموعة ورقة واحدة مثلًا).
– المسؤوليّة الفردية والزمرية.
– والمجموعة التعاونيّة يجب أن تكون مسؤولة عن تحقيق أهدافها، وكلّ عضو في
المجموعة يجب أن يكون مسؤولًا عن الإسهام بنصيبه في العمل، وتظهر المسؤوليّة
الفرديّة عندما يتم تقييم أداء كلّ طالب، وتعاد النتائج إلى المجموعة والفرد من أجل التأكّد
ممّن هو في حاجة إلى مساعدة.
2. التفاعل المباشر: يحتاج الطلاب إلى القيام بعملٍ حقيقيّ معًا، يعملون من خلاله على زيادة
نجاح بعضهم بعضًا، من خلال مساعدة وتشجيع بعضهم على التعلم .
3. معالجة عمل المجموعة: تحتاج المجموعات إلى تخصيص وقت محدّد لمناقشة تقدُّمها في
تحقيق أهدافها، وفي حفاظها على علاقات عمل فاعلة بين الأعضاء، ويستطيع المعلمون
أنْ يبنوا مهارة معالجة عمل المجموعة من خلال تعيين مهام وتوزيع الأدوار، وسرد
إيجابيّات عمل كلّ فرد في المجموعة مثلاّ( مقرر المجموعة، منسق، ملاحظ، توفير
المواد والمصادر،....)
طرق التعلم التعاوني:
لقد اهتم كثير من التربويين والمهتمين بالتعلم التعاوني بوضع طرقٍ مختلفة له؛ ما يتطلب فهم الأنماط المختلفة للتعلم التعاوني من قبل المعلم أو ممّن أراد تطبيقه. وذلك حسب ظروف طلّابه، وغرفة الصف، ونوع المقاعد، وحجم المجموعة وغيرها من الظروف التي تَفرضُ أحيانًا على المعلم اتّباع طريقة معيّنة بذاتها، وقبل ذلك قناعة المعلم الشخصية. وبعض هذه الطرق تتمثل في :
1- تقسيم الطلاب وفقًا لتحصيلهم: طوّر هذه الطريقة (روبرت سلفين) في جامعة (هوبكنز)عام 1971م، وهي أبسط طرق التعلم التعاوني، حيث تتكون المجموعة من(5) طلاب وتكون غير متجانسة، فتضم طلّابًا من المستويات الثلاثة( متفوق – متوسط – دون الوسط ). ويساعد الطلاب بعضهم بعضًا في فهم المادة الدراسيّة، وتكون طريقة التقويم جماعيّة وفرديّة، ويمكن استخدام هذه الطريقة في جميع المواد الدراسيّة، وجميع المراحل الدراسيّة أيضًا.
2- استراتيجية جيكسو Strategy Jigsaw
الترجمة الحرفية لهذه الاستراتيجية تعني طريقة مجموعات التركيب، ولقد طورت هذه الطريقة واختبرت على يـد البـورت ارنسون (Arnson Eiliot) وزملائه ثـم تبناهـا سـالفين (Slavin) )وجماعتـه وتهــدف هـذه الطريقــة إلــى تشجيع الطلبة على التعاون، والعمل الجماعي، حيث يبدأ في هذه الأثناء تحطيم الحواجز الشخصية.
وتسـتدعي طريقـه جيكسـوJigsaw )) عمـل الطلبـة فـي مجموعـات صـغيرة، تتشـارك فـي تقـديم أجـزاء مـن حلـول مشكلة عامة تتمثل في الأداء الناجح للمهمة، حيث يشرف المعلم على تكليف كل عضو من المجموعة بجـزء مـن المعلومـات المتعلقـة بالمهمة، ولا يعطـى أي عضـو مـن المجموعـة أيـة معلومـات تجعلـه يسـهم فـي حـل المشـكلة وحده، وذلك للوصول لحل المشكلة مـن خـلال المشـاركة وتبـادل وجهـات النظـر، وفـي نهايـة المطاف يتأكد المعلم من مدى تحقق الأهداف بطرق التقويم المختلفة (الخفــاف، 2013 ) وهــذه الاسـتراتيجية تركــز علــى نشــاط الطلــبة وتفاعلهم على النحو الآتي:
1) المجموعات الأم( home team (
يتم توزيع الطلبة على شكل مجموعات تتكون كل منها من(5 – 6) أعضاء في كل مجموعة، ويكون عدد الأعضاء وفق المهام الجزئية للمشكلة وتتفق المجموعة على منسق ومقرر للفريق ويتم توزيع المهام على أعضاء الفريق بالتشاور فيما بينهم وبإشراف المعلم وفق الشكل الآتي:
يتفق المعلم مع المجموعات على زمن محدد لإنجاز المهام الموكلة إليهم.
2-مجموعات الخبراء Experts Team
يتجمع الطلبة في فرق متخصصة وفق المهام الموكلة إليهم ويتلخص دورهم بمناقشة المهمة الموكلة لكل فريق بحيث يكتسب الخبرة اللازمة بتفاصيلها( المهمات الجزئية) وفق الشكل الآتي:
3-مرحلة تعليم طالب لطالب(عودة الخبراء إلى المجموعات الأم)
بحيث يعود كل طالب من الفرق التخصصية إلى مجموعته الأصلية وتكون مهمة كل خبير نقل خبرته الجديدة إلى أفراد مجموعته الأم لتشكل مجموعة الخبرات فيما بينهم حلًا للمهمة الكلية والشكل الآتي يوضح ذلك:
وسميت هـذه المرحلـة بمرحلـة تعلـيم طالـب – طـالب بحيث يمثل الطالب الواحد دور المعلم في خبرته، ويعلـم فرقتـه عـن الموضـوع الـذى تخصـص بـه، وهـذا يعنـى أن المهمـة التـي أوكـل بهـا لـم تكن مقصورة على تعلمه لهـا فقـط، وإنمـا يتعلمهـا كـي يعلمهـا لغيـره، مما يستدعي إتقانه للمهمة، بحيث إن كـل طالـب فـي المجموعة الأم يصبح ملمًّا في جميـع جوانـب المـوضوع، وفـي داخـل الفرقـة يجـري نقاش وأسئلة للتأكد من أن كل فرد فيها أصبح ملمًّا في جميـع المـادة، ومـن هنـا جـاء اسـم الطريقـة، لأن المهمـة العامـة تـوزع إلـى أقسـام، وكـل طالـب تخصـص فـي قسـم، وعنـد العـودة للعمـل فـي فرقـة الأم يحـاول أعضـاء الفرقـة تركيـب هـذه الأقسـام بشـكل ينـتج عنه الشكل العام للمادة فهـو يشـبه لعبـة التركيـب puzzle) ) فـي إعطـاء الصـورة للمـادة فـي نهايـة عمـل فرقـة الأم، ثـم ينتهـي العمـل بعرض النتائج من قبل الفـرق المختلفـة ومناقشـته وإجمالـه، بحيـث تعـرض كـل فرقـة مهمـة واحـدة، يشـارك أعضـاء الفـرق الأخـرى باسـتكمالها عـن طريـق إضـافة ملاحظـات وتعليقـات، ومـن أجـل الوصـول إلـى الصـورة الكاملـة للمـادة، ثـم يعطـى المعلـم اختبارًا لجميع الطلبة في المهمة المحددة، والعلامة التي يأخذها الطالب هي علامته الشخصية وليست علامة المجموعة.
ودور المعلم في هذه الاستراتيجية، مشرف مستشار في الخطوة الأولى، ومتابعة وتقييم في الخطوتين الثانية والثالثة. ونجد أنه من المناسب أن يقوم المعلم بعد الانتهاء من المرحلة الثالثة بالآتي:
· التحقق من فهم الطلبة للمهمة كاملة بحيث يتبع المعلم طرقًا مختلفة للتأكد من تحقق الهدف وفهم المهمة الكلية، كأن يطلب من أحد الطلبة أن يوضح مهام غير المهام التي أوكلت إليه في مجموعات الخبراء.
· العدالة في التعليم: ولما كان من حق كل طالب أن يتعرض لخبرة تعليمية تعلمية مثل أقرانه فعلى المعلم أن يتحقق من ذلك من خلال اختيار أحد الطلبة من مجموعات مختلفة، والذي لاحظ اهتمامه وتفاعله في المجموعة الأم، ومجموعة الخبراء، ويطلب منه توضيح مهمته أمام الصف بأكمله، ثم يطلب من مجموعة خبراء المهمة الإضافة أو التعديل ويسمح بإثارة التساؤلات من باقي الطلبة أو مداخلات إذا لزم الأمر.
فوائد استخدام استراتيجية جيكسو (Jigsaw)
1- تساعد على إجراء تغييرات إيجابية في أداء المتعلمين وأخلاقياتهم.
2- تعمل على بناء جو مفعم بالتفاهم والمحبة بين المتعلمين.
3- تساعد المتعلمين في خلق جو صفي ملائم.
4- تعمل على الإسهام في تطوير مهارات المتعلمين الشخصية.
5- تساعد المتعلمين على الاعتماد على قدراتهم ومهاراتهم الذاتية في إدارة الصف.
6- تساعد على رفع مستوى الدافعية لدى المتعلمين.
7- تساعد على بناء اتجاهات إيجابية نحو المدرسة والمعلم والمادة الدراسية وبقية المتعلمين في وقت واحد.
8- تعمل على بناء علاقات طيبة وفاعلة بين مختلف مجموعات المتعلمين وبالتالي زيادة تحصيلهم الدراسي.
9- تنمي روح العمل والتعاون الجماعي بين المتعلمين.
3- الاستقصاء التعاوني :تعتمد هذه الطريقة على جمع المعلومات من مصادر مختلفة بحيث يشترك الطلاب في جمعها، وتوزع المهام بين الطلاب، فيُكلّفُ كلُّ فرد في المجموعة بمهام محدّدة.
ويحلّل الطلاب المعلومات التي تمّ جمعها، وتُعرض في الصّفّ من خلال الطلاب أنفسهم تحت إشراف المعلم. وسُمّيت هذه الطريقة بهذا الاسم لاعتماد الطلاب فيها على البحث والمناقشة، وجمع المعلومات.
مفهوم العمل التعاوني
العمل التعاوني هو نهج تعليمي يركز على تفاعل الطلاب مع بعضهم البعض من خلال العمل في مجموعات صغيرة ومتجانسة لتحقيق هدف تعليمي معين. يُشجع هذا الأسلوب الطلاب على المشاركة النشطة والتفاعل المستمر، مما يعزز فهمهم للمادة التعليمية ويطور مهاراتهم الشخصية والاجتماعية.
فوائد العمل التعاوني في التعليم
1. تعزيز المهارات الاجتماعية
يساعد العمل التعاوني الطلاب على تحسين مهاراتهم الاجتماعية من خلال تعزيز التعاون والتواصل الفعال مع الآخرين. يتعلم الطلاب كيفية التعامل مع مختلف الشخصيات ووجهات النظر، مما يساعدهم على بناء علاقات اجتماعية إيجابية ومستدامة.
2. تحسين التحصيل الأكاديمي
تشير الأبحاث إلى أن العمل التعاوني يمكن أن يؤدي إلى تحسين التحصيل الأكاديمي للطلاب. من خلال التعاون وتبادل الأفكار، يتمكن الطلاب من فهم المواد الدراسية بشكل أعمق وتحقيق نتائج أفضل في الاختبارات.
3. تعزيز الثقة بالنفس
يعزز العمل التعاوني الثقة بالنفس لدى الطلاب، حيث يشعر كل طالب بأهميته ودوره الفعّال في المجموعة. يُشجع الطلاب على التعبير عن آرائهم والمشاركة بأفكارهم، مما يزيد من شعورهم بالثقة والقدرة على تحقيق الأهداف.
4. تطوير مهارات التفكير النقدي
من خلال العمل الجماعي، يتمكن الطلاب من تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات. يتيح لهم العمل التعاوني فرصة تحليل المشكلات من زوايا مختلفة والتفكير في حلول مبتكرة، مما يعزز قدراتهم على التفكير النقدي والإبداعي.
5. تعزيز القدرة على إدارة الوقت
يتعلم الطلاب من خلال العمل التعاوني كيفية تنظيم الوقت وتوزيع المهام بشكل فعال بين أعضاء المجموعة. يساهم ذلك في تحسين مهاراتهم في إدارة الوقت والتخطيط الجيد، مما يفيدهم في حياتهم الدراسية والمهنية.
تطبيق استراتيجية العمل التعاوني في التعليم المدرسي
لتطبيق استراتيجية العمل التعاوني بشكل فعّال في التعليم المدرسي، يجب اتباع بعض الخطوات الأساسية:
1. تحديد الأهداف التعليمية
قبل البدء في العمل التعاوني، يجب على المعلم تحديد الأهداف التعليمية التي يسعى لتحقيقها من خلال هذا النشاط. يجب أن تكون الأهداف واضحة ومحددة وقابلة للقياس لضمان تحقيق نتائج ملموسة.
2. تشكيل المجموعات
يجب تشكيل مجموعات صغيرة ومتجانسة من الطلاب، حيث يُفضل أن تتكون كل مجموعة من 4 إلى 6 طلاب. يمكن تشكيل المجموعات بناءً على مستوى الطلاب الأكاديمي أو اهتماماتهم المشتركة، لضمان تناغم العمل داخل المجموعة.
3. توزيع الأدوار
توزيع الأدوار بين أعضاء المجموعة يساهم في تنظيم العمل وزيادة فعاليته. يجب أن يكون لكل طالب دور محدد ومسؤوليات واضحة، مثل قائد المجموعة أو مقرر الجلسات أو مسؤول البحث، لضمان مشاركة فعّالة من الجميع.
4. تشجيع التواصل الفعّال
يجب تشجيع الطلاب على التواصل الفعّال والمشاركة بأفكارهم وآرائهم بشكل حر وبنّاء. يُعد الاستماع الجيد وتقديم التغذية الراجعة البناءة من العوامل الأساسية لنجاح العمل التعاوني.
5. تقديم الدعم والإرشاد
يجب على المعلم تقديم الدعم والإرشاد المستمر للطلاب أثناء العمل التعاوني. يمكن للمعلم توفير الموارد اللازمة وتوجيه الطلاب نحو تحقيق الأهداف التعليمية، بالإضافة إلى حل المشكلات التي قد تواجههم خلال العمل.
6. تقييم الأداء الجماعي والفردي
يُعتبر تقييم الأداء الجماعي والفردي جزءًا هامًا من استراتيجية العمل التعاوني. يمكن استخدام مجموعة متنوعة من أدوات التقييم، مثل الاستبيانات والتقارير الفردية والجماعية، لقياس مدى تحقيق الأهداف التعليمية وتحديد النقاط التي تحتاج إلى تحسين.
التحديات والحلول
على الرغم من الفوائد العديدة للعمل التعاوني، إلا أنه يواجه بعض التحديات التي قد تؤثر على فعاليته. من بين هذه التحديات:
1. التفاوت في مستويات الطلاب
قد يواجه المعلم تحديًا في التعامل مع التفاوت في مستويات الطلاب داخل المجموعة الواحدة. لحل هذه المشكلة، يمكن تشكيل مجموعات متجانسة من حيث المستوى الأكاديمي، أو توفير الدعم الإضافي للطلاب الذين يحتاجون إلى مساعدة.
2. صعوبة إدارة الوقت
قد يجد الطلاب صعوبة في إدارة الوقت وتوزيع المهام بشكل مناسب. يمكن التغلب على هذا التحدي من خلال وضع خطة عمل واضحة وجدول زمني لتنفيذ المهام، بالإضافة إلى تحديد الأولويات وتوزيع الأدوار بشكل فعّال.
3. الصراعات الشخصية بين الطلاب
قد تنشأ بعض الصراعات الشخصية بين الطلاب أثناء العمل التعاوني. يجب على المعلم تشجيع الحوار المفتوح وحل النزاعات بشكل سلمي وبنّاء، بالإضافة إلى تعزيز روح التعاون والاحترام المتبادل بين الطلاب.
أمثلة على تطبيق العمل التعاوني في التعليم المدرسي
يمكن تطبيق استراتيجية العمل التعاوني في مجموعة متنوعة من الأنشطة التعليمية، مثل:
1. المشاريع الجماعية
يمكن للطلاب العمل معًا في مشاريع جماعية تتطلب البحث والتحليل وتقديم العروض التقديمية. تتيح هذه الأنشطة للطلاب فرصة تطبيق المعرفة النظرية في سياقات عملية وتطوير مهارات العرض والتواصل.
2. المناقشات الجماعية
تشجع المناقشات الجماعية الطلاب على التعبير عن آرائهم والتفاعل مع وجهات نظر الآخرين. يمكن استخدام هذا النشاط في مواد مثل الأدب والتاريخ لتحليل النصوص ومناقشة القضايا المختلفة.
3. الألعاب التعليمية
يمكن استخدام الألعاب التعليمية كأداة فعّالة لتعزيز العمل التعاوني بين الطلاب. تُساهم هذه الألعاب في تحفيز الطلاب وتعزيز مشاركتهم النشطة في العملية التعليمية.
الخاتمة
تُعتبر استراتيجية العمل التعاوني من الأساليب التعليمية الفعّالة التي تُسهم في تحسين التحصيل الأكاديمي وتطوير المهارات الشخصية والاجتماعية لدى الطلاب. من خلال تعزيز التعاون والتواصل بين الطلاب، يمكن تحقيق بيئة تعليمية محفزة وإيجابية تُساهم في تنمية الجيل القادم من المتعلمين والقادة.
لذا، فإن تبني العمل التعاوني في المدارس يُعد خطوة هامة نحو تحقيق أهداف التعليم الشاملة وتطوير نظام تعليمي مستدام ومتجدد يلبي احتياجات المجتمع المتغيرة.