top of page

الطريقة السقراطية

الطريقة السقراطية هي منهج فلسفي تعليمي يعود للفيلسوف اليوناني سقراط، يعدُّ سقراط أحد أعظم الفلاسفة في التاريخ، وقد طَوَّرَ فلسفتَه وأفكاره بتوظيفها في حوارات يستخدمها لتوجيه الأسئلة والتساؤلات لإشعال النقاش وتحفيز التفكير النقدي لدى الآخرين.تشتهر الطريقة السقراطية بالتركيز على البحث عن الحقيقة والمعرفة من خلال الحوار والتساؤلات، وهي تهدف إلى إثارة التفكير الذاتي وتوجيه الأفراد لاكتشاف المعرفة الداخلية.
يستند المنهج السقراطي إلى طرح الأسئلة والمناقشة بدلًا من تقديم الإجابات المباشرة، يَعُدُّ سقراط الحكمة الحقيقية تكمن في الاعتراف بالجهل، وبالتالي يسعى لإيجاد الحقيقة من خلال استجواب الآخرين وتحليل الأفكار والمفاهيم، يستخدم سقراط أسلوب الحوار السؤالي لتوجيه الأفراد نحو اكتشاف الاختلافات والمغالطات في الأفكار والمعتقدات.

ما هي الاستراتيجية السقراطية؟

الطريقة السقراطية هي أسلوب تعليمي قديم قدم الفيلسوف اليوناني سقراط، وتعتمد على طرح سلسلة من الأسئلة المترابطة والمفتوحة لتشجيع المتعلم على التفكير النقدي والوصول إلى استنتاجاته الخاصة، بدلاً من تقديم المعلومات بشكل مباشر، يسعى هذا الأسلوب إلى توجيه المتعلم نحو اكتشاف المعرفة بنفسه، سميت هذه الطريقة نسبةً إلى الفيلسوف اليوناني سقراط الذي اشتهر بطرح الأسئلة المحيرة والعميقة على محاوريه.

أهمية الاستراتيجية السقراطية:

  • تنمية التفكير النقدي: تشجع الطلاب على تحليل المعلومات وتقييمها بدلاً من مجرد حفظها.

  • تعزيز المشاركة الفعالة: تحفز الطلاب على المشاركة في الحوار وتبادل الأفكار.

  • بناء المعرفة المستدامة: تساعد الطلاب على فهم المفاهيم بشكل أعمق وتذكرها لفترة أطول.

  • تحسين مهارات التواصل: تعزز القدرة على التعبير عن الأفكار بشكل واضح ومقنع.

  • تعزيز القدرة على حل المشكلات: تساعد الطلاب على التفكير بشكل منهجي والوصول إلى حلول مبتكرة للمشكلات.

  • تحسين مهارات التواصل: تساهم في تطوير قدرة الطلاب على التعبير عن أفكارهم ومناقشة الآخرين.

  • اكتشاف المعرفة الذاتية: تدفع الطلاب إلى استكشاف معتقداتهم وقيمهم وتطوير فهم أعمق لأنفسهم.

مراحل الطريقة السقراطية:

  1. طرح السؤال: يبدأ المعلم بطرح سؤال مفتوح يشجع على التفكير.

  2. الاستماع للأجوبة: يستمع المعلم باهتمام إلى أجوبة الطلاب دون تقييمها.

  3. طرح أسئلة متابعة: يطرح المعلم أسئلة متابعة لتوضيح الأفكار وتعميق النقاش.

  4. التوجيه نحو الاستنتاج: يدفع المعلم الطلاب بلطف نحو استنتاجات منطقية.

أمثلة على أسئلة سقراطية:

  • بدلاً من: ما هي عاصمة فرنسا؟ يمكن أن تسأل: ما هي العوامل التي تؤثر على اختيار عاصمة لدولة؟

  • بدلاً من: ما هي مكونات الخلية؟ يمكن أن تسأل: كيف يمكننا مقارنة الخلية بمدينة؟

كيف يمكن تطبيق الاستراتيجية السقراطية في التعليم؟

  • في الحصص الدراسية: يمكن استخدامها في جميع المراحل الدراسية وفي مختلف المواد.

  • في المناقشات الجماعية: تشجع على التفاعل بين الطلاب وبناء علاقات تعاونية.

  • في حل المشكلات: تساعد الطلاب على تحليل المشكلات وتطوير حلول مبتكرة.

  • في تقييم التعلم: تكشف عن فهم الطلاب للمفاهيم ومدى قدرتهم على التفكير النقدي.

    كيف تعمل الاستراتيجية السقراطية؟

    1. طرح سؤال مفتوح: يبدأ المعلم بطرح سؤال واسع ومثير للاهتمام، يشجع الطلاب على التفكير والتأمل.

    2. التحفيز على المشاركة: يشجع المعلم جميع الطلاب على المشاركة في الحوار وتقديم أفكارهم.

    3. طرح أسئلة متابعة: يطرح المعلم أسئلة متابعة لتعميق الفهم وتشجيع الطلاب على التفكير بشكل أوسع.

    4. التقييم والتوجيه: يقوم المعلم بتقييم إجابات الطلاب وتوجيههم نحو التفكير الأكثر عمقاً ودقة.

أهداف الاستجواب السقراطي:

هناك بعض الأهداف الهامة التي يتم تطبيق الحوار والاستجواب السقراطي من أجل الوصول إليها ومن ثم تقييم المتعلمين بشكل سليم، وهي :

  • الكشف بعمق عن تفكير المتعلم وما يجول في خاطره من أفكار ومعلومات واستنتاجات من خلال إجاباته على الأسئلة التي يطرحها المعلم ، ومن ثم معرفة نقاط الفهم وعدم الفهم لدى الطالب ومساعدته على فهمها وتنمية مهاراته الإدراكية .

  • من أهم أهداف الحوار السقراطي هو أن يُدرب المتعلمين على طرح الأسئلة السقراطية التي تحيط بأي موضوع من جميع جوانبه لسبر أغوار الموضوع بشكل كامل وتام، ولا ينطبق ذلك على الحياة العلمية فحسب؛ وإنما يُنمي ملكة طرح الأسئلة وبدأ الحوار لدى الطلاب في الحياة العامة أيضًا .

فوائد الاستجواب السقراطي:

وهناك عدد كبير جدًا من النقاط الإيجابية في الحوار السقراطي التي تعود على المتعلمين ، ومن أهمها ما يلي:

  • من خلال الحوار السقراطي؛ يتمكن الطلاب من توضيح وجهات نظرهم وطريقة تفكيرهم مثل : لماذا تقول ذلك ؟ وهل يُمكنك تفسير ذلك بشكل أوضح ؟

  • يُساعد الطلاب على التفكير بعمق ؛ حتى يقوموا بطرح بعض الافتراضات، وعرض أسباب اعتقده بهذا الفرضيات أيضًا .

  • لا بُد أن يُقدم الطالب دليل حقيقي يؤكد صحة فرضياته؛ حيث يُعتبر الدليل هو أساس النقاش في الاستجواب السقراطي، وهذا بالطبع يجعل الطالب قادرًا على التفكير والتحليل والوصول إلى أدلة دامغة حيال كل موضوع أو قضية قبل أن يطرحوا وجهات نظرهم عبر الحوار والنقاش مع الاخرين .

  • يُوطن الطالب على احترام اراء الاخرين وتقبل الاخر والرؤى ووجهات النظر البديلة طالما كانت تهدف إلى الصالح العام ، ويُساعده على أن يبني حجة للمعارضة أيضًا أثناء حواره من الاخرين وعدم الجدال من أجل الجدال والفوز بالنقاش فقط، وإنما إجراء الحوار والمناقشة من أجل الوصول إلى أفضل رأي ووجهة نظر .

  • الاستجواب المباشر للطالب يُساعده على أن يكون ذو قوة ملاحظة وسرعة بديهة أكبر ؛ لأنه يعتمد على العصف الذهني وعلى كل ما يتمكن من تذكره حتى يقوم بالإجابة على الأسئلة المطروحة لديه ، وبالتالي ، فإن الاستمرار في تطبيق هذه الاستراتيجية يجعل الطالب ذو قدر على من الذكاء وقوة الذاكرة .

سلبيات الحوار السقراطي:

يرى بعض النقاد أن الحوار السقراطي يُعتبر عامل سلبي تمامًا على تقدم العملية التعليمية ويلغي فكر الطالب ولا يعمل على تنمية العقل والإدراك كما يزعم المؤيدين لاستراتيجية الاستجواب السقراطي ، ويرجع ذلك إلى النقاط التالية الذكر :

  1. يتم الاعتماد بشكل كامل على المعلم في الحصول على المعلومات وشرجها وتوصيلها للطالب وطرح الأسئلة بل ومساعدة الطلاب أيضًا على الإجابة عليها ، وهذا يلغي مشاركة الطالب في سير العملية التعليمية ولا يكون سوى متلقي فقط للمعلومات وربما حافظًا فقط لأجوبة الأسئلة دون فهم لها .

  2. الكثير من المعلمين غير متقنين بشكل كامل لنظرية واستراتيجية الحوار السقراطي، وبالتالي؛ لا يترتب على ذلك أي فائدة تُذكر للطلاب ولا يتم بناء الجانب الحواري والنقدي القائم على الحجة والدليل لديهم .

  3. الفروق الفردية بين المتعلمين تجعل بعضهم يحظى بتنمية القدرات العقلية والإدراكية ، في حين أن الطلاب المُصابين بالرهاب الاجتماعي والخجل وعدم القدرة على المشاركة في الحوار لا يحصلوا على أي فائدة من هذه الاستراتيجية وبناءً على ذلك لا تحقق استراتيجية الاستجواب السقراطي الفائدة المنشودة منها لجميع المتعلمين .

  4. يتبني الكثير من الأشخاص وجهة نظر سقراط في أن الاستجواب هو أنجح استراتيجية تعليمية التي يجب الدفاع عنها دائمًا أمام أي وسائل حوارية أو تعليمية أخرى ، في حين أنه يوجد عدد هائل من الاستراتيجيات التعليمية الأخرى الحديثة والمعتمدة على الوسائل التقنية التي قد أثبتت أنها ذو فائدة أكبر للطلاب وتجعله ذو قدر عالي من المشاركة في سير العملية التعليمية .

وعلى الرغم من كم الانتقادات الموجه إلى تطبيق استرايجية الحوار السقراطي بمفردها في التعليم ؛ إلا أن الكثير من المؤسسات التعليمية لا تزال تعتمد على هذه الاستراتيجية كوسيلة أساسية في تقيم المتعلمين لديها دون غيرها من وسائل التقييم الأخرى الأكثر تقدمًا والأعلى دقة .

نصائح لتطبيق الاستراتيجية السقراطية بنجاح:

  • اختر الأسئلة بعناية: يجب أن تكون الأسئلة واضحة ومناسبة لمستوى الطلاب.

  • استمع باهتمام: يجب أن يعطي المعلم الفرصة لجميع الطلاب للمشاركة.

  • كن صبوراً: قد يستغرق الطلاب بعض الوقت للوصول إلى الاستنتاجات.

  • شجع التفكير النقدي: يجب أن يكون هدفك هو تطوير مهارات التفكير لدى الطلاب.

الاستنتاج

الطريقة السقراطية هي أداة قوية لتعزيز التعلم الفعال وتحقيق أهداف التعليم العميق. من خلال تطبيق هذه الاستراتيجية، يمكن للمعلمين تحويل دورهم من مجرد ناقل للمعلومات إلى ميسر للتعلم ومدرب للتفكير.

المصدر: موقع المرسال.

bottom of page