top of page
٣ آب ٢٠٢٤
انَّ استراتيجية الأسئلة الفعالة تُعتبر من أهم الأساليب التعليمية التي تُساهم في تعزيز التعلم الفعّال داخل الصفوف الدراسية، تُستخدم هذه الاستراتيجية لتحفيز الطلاب على التفكير النقدي، وتوسيع معرفتهم، وتعزيز مشاركتهم النشطة في عملية التعلم. سوف نستعرض في هذا المقال مفهوم استراتيجية الأسئلة الفعالة، أهميتها، أنواع الأسئلة، وكيفية تطبيقها في الصف الدراسي بشكل فعال
مفهوم استراتيجية الأسئلة الفعالة:
استراتيجية الأسئلة الفعالة هي نهج تعليمي يعتمد على طرح أسئلة مُحكمة ومُوجهة للطلاب بهدف تحسين عملية التعلم وتعزيز التفكير النقدي والتحليلي لديهم، هذه الأسئلة تهدف إلى تشجيع الطلاب على التفكير بعمق في المواضيع المطروحة، وتوسيع معارفهم من خلال البحث والاستكشاف.
تتضمن الأسئلة الفعالة استخدام مهارات التفكير العليا، مثل التحليل والتقييم والتركيب، عوضاً عن مجرد استدعاء المعلومات المحفوظة، يُساهم هذا النهج في تطوير مهارات الطلاب التحليلية والنقدية ويعزز قدرتهم على استخدام المعرفة في مواقف جديدة ومبتكرة.
يستخدم المعلم ما لديه من مهارات الاستماع ومهارات طرح الأسئلة يوميا فى الصف، وذلك لتيسير التعليم والتعلم، ولتشجيع مشاركة الطلاب فى العملية التعليمية، ولاستثارة مهارات التفكير لديهم، فالأسئلة الفعالة تساعد الطلاب على التعلم.
تشير الأبحاث التربوية فى العديد من دول العالم أن عدد الأسئلة التى يوجهها المعلمون لطلابهم يتراوح بين 30 – 120 سؤالاً فى الساعة، غير أن معظم هذه الأسئلة تتعلق بمستويات التفكير الدنيا، أى التذكر والفهم والتطبيق، كما تشير تلك الأبحاث أيضاً إلى أن الوقت الذى يعطيه المعلم للطلاب بعد طرح السؤال أقل من ثانيتين، وإذا ما أعطى المعلم لطلابه وقتاً كافياً ومناسباً بعد طرح السؤال سنحصل على الفوائد التالية :
- يوفر للطالب البطئ وقتاً أطول للتفكير فى الإجابة .
- تتميز إجابات الطلاب بالعمق والتفكير .
- تتيح للطلاب فرصة لتوجيه الأسئلة لبعضهم البعض أو للمعلم .
- إن إعطاء المعلم لطلابه الوقت الكافى والمناسب قبل الإجابة عن السؤال يتطلب قدراً من
الصبر بالإضافة إلى التدريب المكثف.
ولكى يكون المعلم ملتزماً بمبادئ النظرية البنائية، عليه أن يقوم بالتالى:
توفير التشجيع المناسب والتعليقات الموجبة على إجابات طلابه، أى أن يوفر بيئة آمنة فى الفصل حتى عندما تكون إجابات الطلاب غير صحيحة، إن الطلاب لن يستجيبوا لأسئلة المعلم أو يشاركوا فى مناقشة ما إذا شعروا أن المعلم سوف يسخر من إجاباتهم الخاطئة، لذا على المعلم البنائى مسؤلية خلق مناخ إيجابي فى الفصل يشجع على التعلم.
توفير مهام تعليمية تتيح للطلاب أن يوجهوا أسئلة لبعضهم البعض، فالطلاب عندما يفعلون ذلك، فإنهم يتحملون مسؤلية تعلمهم، ويكونون بالتالى قادرين على حل المشكلات، بالإضافة إلى أنهم يتعلمون من بعضهم البعض.
توجيه أسئلة تفكير عليا، حيث إن الأسئلة الجيدة تتطلب أكثر من تذكر معلومة. إن احد أهداف الأسئلة الجيدة أن تجبر الطلاب على التفكير، وعندما يفكرون يصبح المخ نشطاً، وبالتالى يجعلهم نشطاء فى العملية التعليمية وليسوا متلقين سلبيين للمعلومات .
طرح أسئلة عن موضوع ما قبل تدريسه؛ للتعرف على ما يمتلكه الطلاب من معلومات مسبقة عن ذلك الموضوع، فتوجيه الأسئلة لاستكشاف ما يعرفه الطلاب، وما يريدون معرفته، وكيف يمكنهم التوصل إليه، يعد احد استراتيجيات المعلم الملتزم بالمدخل البنائى للتعلم.
أهمية الأسئلة الفعالة في التعليم:
تُعد الأسئلة الفعالة أداة حيوية في العملية التعليمية لأسباب عديدة، منها:
تعزيز التفاعل: تُحفز الأسئلة الفعالة الطلاب على المشاركة والتفاعل داخل الفصل الدراسي، مما يُعزز من دافعية التعلم لديهم.
تطوير التفكير النقدي: تُسهم الأسئلة الفعالة في تعزيز مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب من خلال تشجيعهم على تحليل المعلومات وتقييمها بشكل دقيق.
تشجيع التعلم الذاتي: تُساعد الأسئلة الفعالة الطلاب على التفكير بشكل مستقل واستكشاف الموضوعات بعمق، مما يُعزز من قدرتهم على التعلم الذاتي والبحث.
بناء الثقة بالنفس: عندما يُجيب الطلاب على أسئلة تتطلب تفكيراً عميقاً، يكتسبون ثقة أكبر في قدراتهم ومهاراتهم الأكاديمية.
تحقيق التعلم العميق: تُساهم الأسئلة الفعالة في دفع الطلاب نحو فهم أعمق للمواد الدراسية، بدلاً من مجرد حفظ المعلومات.
الأغراض المختلفة للأسئلة:
- تقديم موضوع جديد.
- مراجعة الدروس السابقة و تلخيصها.
- تشخيص نقاط القوة والضعف فى أداء الطلاب.
- التأكد من استعداد التلاميذ وفهمهم.
- تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى التلاميذ.
- تقديم التغذية الراجعة الفعالة للتلاميذ.
- تقييم مدى تحقق الأهداف التعليمية.
- تحديد مشكلات التعلم و صعوباته.
- إدارة الصف الفعالة.
الأسئلة الفعالة تؤدى الى:
- تنمية اهتمام الطلاب و دافعيتهم، وجعلهم يشتركون فى تعلم الدروس بنشاط.
- تنمية مهارات التفكير الناقد و الاستقصاء.
- تحفيز الطلاب على مواصلة التعلم و المعرفة بالاعتماد على الذات.
- تشجيع المناقشات داخل الصف و دعمها.
- توجيه التفكير.
- تنمية التأمل لدى الطلاب.
أنواع الأسئلة الفعالة:
هناك عدة أنواع من الأسئلة الفعالة التي يمكن استخدامها لتحقيق أهداف تعليمية مختلفة، منها:
الأسئلة المفتوحة: تتطلب هذه الأسئلة من الطلاب التفكير بشكل موسع وإبداعي، حيث لا يوجد إجابة واحدة صحيحة. مثل: "ما هي التحديات التي تواجهنا في الحفاظ على البيئة؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟"
الأسئلة التحليلية: تطلب من الطلاب تحليل موقف أو قضية معينة، مثل: "ما الأسباب التي أدت إلى حدوث الثورة الصناعية؟ وكيف أثرت على المجتمع؟"
الأسئلة التقييمية: تطلب من الطلاب تقييم موقف أو فكرة معينة، مثل: "هل تعتقد أن التكنولوجيا تؤثر بشكل إيجابي أم سلبي على حياتنا؟ ولماذا؟"
الأسئلة التطبيقية: تتطلب من الطلاب تطبيق ما تعلموه في سياقات جديدة، مثل: "كيف يمكن استخدام مبادئ الفيزياء لحل مشكلة تلوث الهواء في المدن؟"
الأسئلة الافتراضية: تُشجع الطلاب على التفكير في سيناريوهات جديدة وغير متوقعة، مثل: "ماذا لو لم يكن هناك انترنت؟ كيف ستكون الحياة اليومية؟"
الأسئلة التركيبية: تطلب من الطلاب دمج مجموعة من الأفكار لابتكار حلول جديدة، مثل: "كيف يمكننا استخدام الطاقة الشمسية في تطوير وسائل النقل المستقبلية؟"
الفرق بين الأسئلة المباشرة و التأملية:
الأسئلة المباشرة:
• مغلقة النهاية.
• تركز على إيجاد الإجابة الصحيحة.
• تعتمد على نموذج خارجى للإجابة. (المعلم/ الكتاب).
• تعتمد على الحقائق.
• لا تتطلب أصالة الأفكار.
• تنمى مهارات التفكير الدنيا.
الأسئلة التأملية:
• مفتوحة النهاية.
• تنمى إجابات التلميذ.
• تعتمد على أفكارالطالب و بحثه عن المعلومات.
• تنمى التخيل و حب الاستطلاع.
• تشجع أصالة الأفكار.
• تنمى مهارات التفكير العليا.
العلاقة بين اسئلة التفكير العليا والتعلم النشط:
مهارات طرح الأسئلة من المهارات التى يمارسها المعلم يوميا داخل الصف لاستثارة مهارات المشاركة و التفكير لدى الطلاب، والأسئلة الفعالة تجبر التلاميذ على التفكير حتى لو لم يرغبوا في ذلك.
الأسئلة الفعالة تتطلب أن يسأل المعلم عددًا أكبر من الأسئلة فى مستويات التفكير العليا، حيث إن الأسئلة ذات المستويات الدنيا لا تستثير التفكير وبالتالى لا تشجع التعلم النشط؛ لأن التعلم النشط يقوم على التفكير، فعندما نسأل أسئلة التذكر نركز فقط على الحفظ والاستظهار ولا نركز على مهارات التفكير العليا و بالتالى لا نجعل التعلم نشطا.
لكى نصل إلى التعلم النشط لابد من طرح أسئلة تغمس الطلاب فى عملية التعلم والتفكير، وهذا النوع من الأسئلة لا يتوافر فى الأسئلة مغلقة النهاية، ولكنه يتوفر فى الأسئلة مفتوحة النهاية التى تتطلب من الطلاب استخدام أكثر من حل، وتسمح للمعلم بالتعرف عل نمط تفكير طلابه.
الفصول التقليدية تركز على الحفظ والتلقين؛ ولذلك تركز على الأسئلة مغلقة النهاية و التى تؤدى إلى المستويات الدنيا للتفكير.
فصول التعلم النشط تركز على الإشراك الدائم للمتعلم فى عملية التعلم و استخدام الطرق المختلفة لتقييم عمليات التفكير لديه، و هذا يتأتى من استخدام الأسئلة مفتوحة النهاية.
الأسئلة مفتوحة النهاية تنمى مهارات التفكير الناقد.
الأسئلة الفعالة تصحح المفاهيم الخاطئة لدى التلاميذ.
الأسئلة الفعالة تقدم تغذية راجعة للطلاب عن أدائهم.
الأسئلة الفعالة تدعم المناقشات الحيوية داخل الفصل.
أمثلة للأسئلة مفتوحة النهاية
- هل هناك طريقة أخرى لعمل ذلك؟
- كيف ستنظم تلك المعلومات معا؟
- إلى أى مدى تشعر بالثقة فى إجابتك؟
- ماذا تعرف أيضا عن....؟
- كيف يمكنك تحديد ما إذا كانت تلك الإجابة صحيحة أم خاطئة؟
- فيما كنت تفكر عندما......؟
- هل هذا الحل منطقى؟
- هل هنك طريقة مختصرة لعمل ذلك؟
- إذا قمت بحل هذه المسألة مرة أخرى هل ستتبع نفس الطريقة؟
- ماذا لاحظت؟
- اشرح ما قمت بعمله.
- كيف تصف ذلك؟
- لماذا...............؟
- هل إحدى الإجابتين أفضل من الأخرى؟
- هل سيحدث فرق إذا................؟
- لماذا قررت عمل ذلك؟
- ما أوجه الشبه و الاختلاف بين........؟
- كيف تعرف أن إجابتك صحيحة؟
- كيف تشرح إجابتك لشخص آخر؟
- ما الفرق بين إجابتك وإجابة زملائك
وأهم تصنيف للأسئلة، هو تصنيف ( بلوم ) ويتضمن مستويات ستة، وكل مستوى يتطلب نوعا خاصاً من التفكير، وهذه المستويات هي:
أ - أسئلة التذكر (( المعرفة )):
وفيه يتذكر الطالب المعلومات، أو يتعرفها، وهذا النوع هو الأكثر شيوعاً بين المعلمين.
والتذكر من أدنى مستويات التفكير، وفيه يجيب الطالب على سؤال يقتضي تذكر الحقائق والتعريفات التي سبق أن تعلمها، مثل :
أذكر متى تأسس ……. ؟
أذكر: متى قام ….. ؟
ومما لا جدال فيه، أن تذكر المادة العلمية أمر ضروري لأي مستوى من مستويات التفكير، ولكن من الصعوبات التي تعترض هذا المستوى من التفكير، النسيان حيث تُمحى الذكريات، وتغيب عن الذاكرة، كما أن التذكر لا يعني بالضرورة فهم المعلومات، ومن الأمثلة على ذلك حفظ الأطفال لأناشيد وأشعار دون فهم معناها، ثم إن التشديد في الاختبارات والامتحانات قد يقودنا إلى إغفال العمليات العقلية الأساسية التي يحسن تدريب الطلاب على ممارستها.
ب - أسئلة الفهم:
وفيها يعيد الطالب صياغة المعلومات مستخدماً ألفاظاً من عنده، وتدل أسئلة الفهم إذا أجاب عنها الطالب على أنه يملك فهماً كافياً لتنظيم المادة العلمية تنظيماً عقلياً، وقادر على صياغة المعلومات التى يتذكرها في عباراته وكلماته الخاصة.
وقد تطالب أسئلة الفهم إجابة الطالب من المادة على شكل جداول، أو رسوم بيانية، أو يترجم معناها، وقد تطلب منه الكشف عن العلاقة القائمة بين فكرتين أو أكثر... الخ. ومن الأمثلة على هذا المستوى من الأسئلة:
* استخلص الأفكار الرئيسية من النص ــ بلغتك الخاصة.
* اشرح الفكرة الواردة في قول …………………….
* قارن بين ………………………
* صف ما شاهدته في زيارتك لـ...........................
ج - أسئلة التطبيق:
بما أن المدرسة تهدف إلى إعداد الطالب للحياة، ليكون إنساناً فاعلاً نشطاً فيها، فإن أسئلة التطبيق تتيح لك الفرصة كاملة للتطبيق كالشبهة بتلك التي يمكن أن يتعترض لها في حياته العملية المستقبلية، حيث أن الطالب في أسئلة التطبيق يطبق قاعدة ما لحل مشكلة تواجهه، وبذلك يتدرب على عملية انتقال أثر التعلم، ومن الأمثلة على هذا المستوى:
على ضوء تعريفنا للتقدم، فأي الدول التالية تعد دولاً متقدمة؟
( اليونان ــ الصين ــ فرنسا ــ إيطاليا ــ السويد ). لماذا؟.
د - أسئلة التحليل:
تتطلب هذه الأسئلة من الطالب أن يفكر بعمق، وأن يبحث عن أسباب الحوادث معللاً لها، أو يتوصل إلى نتيجة عبر وقائع محددة، وإليك زميلي المعلم، بعض الأمثلة على هذا المستوى:
* بعد أن درست .......... استخلص الأسباب التي ..........................
* علّل..............................!
و - أسئلة التقويم:
وهذه من العمليات العقلية العليا، وتتطلب من الطالب أن يصدر أحكاماً على الأفكار، أو أحداث، أو أراء؛ أو إنتاج، مما يستدعي اعتماد الطالب على معايير تؤخذ أساساً لإصدار مثل هذه الأحكام، وقد تكون المعايير شخصية ذاتية: الحكم على الألوان... والأوراق، أو موضوعية ومن الأمثلة على هذا المستوى من الأسئلة:
* ما رأيك في .............................. ؟
*هل توافق على ................................ ؟ ولماذا؟
هـ - أسئلة التركيب:
تتطلب من الطالب مستوى عال من التفكير، وقدرة ابتكارية رفيعة، وهي تشجع الطالب على استخدام المعلومات والعمليات العقلية التي اكتسبها من خبراته السابقة في أحد مجالات الحياة، ومن الملاحظ أن إجابات الطلاب على مثل هذه الأسئلة لن تكون واحدة ومحددة، بل تختلف وتتباين من طالب لآخر تبعاً لثقافته وخبراته الخاصة، ومن أمثلة أسئلة هذا المستوى:
* اكتب، ماذا تتوقع أن يكون عليه .................................؟
* كيف يمكن أن يكون العالم اليوم لو .....................؟
*ماذا سيحدث لو ..................................................... ؟
كيفية تطبيق استراتيجية الأسئلة الفعالة في الصف الدراسي:
تطبيق الأسئلة الفعالة في الصف يتطلب بعض الاستراتيجيات العملية لضمان تحقيق الفائدة المرجوة منها، إليك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها:
تخطيط الأسئلة مسبقًا: على المعلم أن يخطط للأسئلة مسبقًا لضمان توافقها مع الأهداف التعليمية للدرس.
تنويع الأسئلة: يجب تنويع أنواع الأسئلة المطروحة لتشمل جميع مستويات التفكير المطلوبة، بدءًا من التذكر وصولاً إلى التحليل والتقييم.
تشجيع التفكير بصوت عالٍ: يُمكن تشجيع الطلاب على التفكير بصوت عالٍ ومشاركة أفكارهم وتحليلاتهم مع زملائهم.
توفير الوقت الكافي للإجابة: يجب إعطاء الطلاب الوقت الكافي للتفكير والإجابة على الأسئلة، وعدم التسرع في تقديم الإجابة الصحيحة.
استخدام التغذية الراجعة: تقديم التغذية الراجعة الفورية حول إجابات الطلاب يُساعدهم على تحسين أدائهم وفهمهم للموضوعات.
تشجيع الحوار المفتوح: خلق بيئة صفية تُشجع الحوار المفتوح والنقاش بين الطلاب حول الإجابات والأفكار المطروحة.
تحليل الإجابات: تحليل إجابات الطلاب يمكن أن يُساعد المعلم في تحديد نقاط القوة والضعف في فهم الطلاب للموضوعات المطروحة.
توجيه الأسئلة للجميع: يجب توجيه الأسئلة لجميع الطلاب وعدم التركيز فقط على الطلاب النشيطين أو المتفوقين، لضمان مشاركة الجميع.
تحفيز الفضول: طرح أسئلة تُثير الفضول لدى الطلاب وتدفعهم للبحث والاستكشاف.
التكيف مع استجابات الطلاب: يجب أن يكون المعلم مرنًا في التفاعل مع استجابات الطلاب وأن يستخدمها لتوجيه النقاش وتوضيح النقاط المهمة.
شروط تطبيق إستراتيجية طرح الأسئلة:
لضمان نجاح إستراتيجية طرح الأسئلة، هناك عددٌ من الشروط التي يجب مراعاتها، والتي تتعلق بطبيعة الأسئلة، وبشكل مشاركة الطلاب، وبالأجواء السائدة في البيئة الصفية، وتشمل أهم هذه الشروط ما يلي:
طرح السؤال على المُتعلمين جميعًا، بشكلٍ عادل، ولمرة واحدة، وعدم توجيهه لفئة من الطلاب دون الأخرى.
2. منح المُتعلمين الوقت الكافي للتفكير في إجابة للسؤال.
3. عدم الضغط على المُتعلمين الذين لا يعرفون الإجابة لكي يجيبوا.
4. جعل الإجابة عن السؤال لمرة واحدة، وعدم تكرارها.
5. تقبل وجهات النظر المختلفة التي يعبر عنها الطلاب في إجاباتهم.
6. مراعاة كفاية وقت الحصة لطرح الأسئلة والإجابة عنها.
7. اختيار الأسئلة التي تحث المُتعلمين على التفكير، وتجنب الأسئلة السهلة التي تكون
الإجابة عليها بـ "نعم" أو "لا" فقط.
8. التأكد من ارتباط الأسئلة بالأهداف المراد تحقيقها في العملية التعليمية.
9. طرح الأسئلة بلغة مفهومة وبأقل عدد ممكن من الكلمات، وتجنب الأسئلة الطويلة جدًا.
10. الحفاظ على الانضباط في الصف، ومنع الإجابات الجماعية، أو مقاطعة المُتعلمين
لبعضهم الآخر.
أهمية إستراتيجية طرح الأسئلة:
إنّ لإستراتيجية طرح الأسئلة أهمية كبيرة في العملية التعليمية، وفيما يلي استعراضٌ لأهم جوانبها:
مساعدة المعلم على معرفة وتقييم مدى فهم الطلاب للدروس.
التأكد من التزام الطلاب بالتحضير للدروس، ومراجعتها.
منح الطلاب الفرصة للاستفادة من الإجابات المتنوعة التي يطرحها زملاؤهم.
تطوير قدرة الطلاب على التفكير، واستخدام مهارات التفكير العليا.
استقطاب انتباه الطلاب للدروس، وخصوصًا الطلاب المعروفين بقلة انضباطهم.
تمكين المعلم من تقييم مستوى طلابه، واكتشاف أي صعوبات تعلم أو نقاط ضعف قد يعانون منها.
تعليم الطلاب مهارتي التحدث والإصغاء.
مراجعة الدروس السابقة واستذكارها قبل بدء الحصة الدراسية.
إعطاء الطلاب الفرصة للتعبير عن آرائهم الخاصة.
التأكيد على أهمية المعلومات المهمة في الدروس، والتي على الطلاب التركيز عليها.
التحديات المرتبطة باستراتيجية الأسئلة الفعالة:
بالرغم من فوائدها، تواجه استراتيجية الأسئلة الفعالة بعض التحديات التي قد تُعيق تطبيقها بشكل صحيح، منها:
اختلاف مستويات الطلاب: تنوع مستويات الفهم والقدرات بين الطلاب قد يجعل من الصعب طرح أسئلة تلائم الجميع.
الخوف من الإجابة الخاطئة: قد يتردد بعض الطلاب في الإجابة خوفًا من ارتكاب أخطاء، مما يُعيق مشاركتهم الفعّالة.
الوقت المحدود: ضيق الوقت في الحصص الدراسية قد يمنع المعلمين من طرح أسئلة تتطلب تفكيرًا عميقًا.
الاعتماد على الذاكرة: قد يركز بعض المعلمين على أسئلة الذاكرة فقط، مما يُقلل من فعالية الأسئلة التحليلية والنقدية.
قلة التدريب: قد يفتقر بعض المعلمين إلى التدريب الكافي على كيفية صياغة وطرح الأسئلة الفعالة.
حلول لتحسين استخدام الأسئلة الفعالة:
لتجاوز التحديات المتعلقة باستخدام الأسئلة الفعالة، يمكن اتخاذ الإجراءات التالية:
التدريب والتطوير المهني: توفير برامج تدريبية للمعلمين حول كيفية صياغة وطرح الأسئلة الفعالة.
التخطيط المسبق: تخصيص وقت للتخطيط للأسئلة بما يتناسب مع أهداف الدروس المختلفة.
التشجيع والدعم: تقديم الدعم للطلاب وتحفيزهم على المشاركة وعدم الخوف من الخطأ.
إدارة الوقت: تخصيص وقت كافٍ للأسئلة والنقاش في الحصص الدراسية لضمان مشاركة جميع الطلاب.
استخدام التكنولوجيا: استخدام أدوات التكنولوجيا لتحفيز التفاعل والمشاركة الفعالة، مثل منصات التعلم الإلكتروني.
تشجيع العمل الجماعي: تشجيع الطلاب على العمل في مجموعات صغيرة للإجابة على الأسئلة وتبادل الأفكار.
توظيف تقنيات التعليم الحديثة: استخدام تقنيات التعليم الحديثة لتعزيز التفكير النقدي والتحليلي لدى الطلاب.
ختاما: تُعد استراتيجية الأسئلة الفعالة من أهم الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها لتعزيز التعليم المدرسي وتحفيز الطلاب على التفكير النقدي والتحليلي، من خلال تخطيط الأسئلة بعناية وتنويعها وتشجيع الحوار المفتوح، يمكن للمعلمين تحقيق تجربة تعليمية متميزة وفعّالة، على الرغم من التحديات المرتبطة بهذه الاستراتيجية، إلا أن استخدامها بشكل صحيح يُمكن أن يُساهم في تحقيق تعليم عميق ومستدام يُساعد الطلاب على التفوق في دراستهم وتطوير مهاراتهم الحياتية.
bottom of page